23 سبتمبر 2025
تسجيلأجواء جميلة غير اعتيادية عاشها المجتمع القطري حاملا شعار «لا للحصار ولا للاستسلام ولا للهزيمة» ليحتفل باليوم الوطني في ذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله لدولة قطر، وبنجاح كبير واحتفاليات منظمة، وشوارع زينت بصور أميرها وأعلامها، كسرت أمام مدّها جسور الألم الذي خلقته دول الحصار منذ سنة ونصف السنة لتبني جسورا من التحديات لبناء الدولة الحديثة الناطقة بعوامل التنمية البشرية والاقتصادية، وتقف في وجه دول الحصار الجائرة بكل عزيمة واصرار معلنة بأن قطر ستبقى حرّة، بأرضها وشعبها وأميرها، مهما سطر الحاقدون بأفكارهم ما تنوء عن حمله الجبال من خطط لا تخلو من الغدر والدسائس والمكايد.. «ما خفي أعظم» الذي بثته قناة الجزيرة بحلقاته المتواصلة نموذج كشفت أحداثه ما يغمر في نفوس أنظمة دول الحصار الجائرة من نوايا سيئة تجاه دولة صغيرة سارت وبخطى سريعة ومتقدمة في عملية التنمية المستقبلية في جميع المجالات البشرية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية خطفت سرعتها التنموية أنظار المجتمعات الدولية بالتقدير والاحترام والاستغراب، ليضيف الحصار عليها تحديا مضاعفا، وعزيمة ثابتة لا يثنيها عن تحقيق أهدافها التنموية المستقبلية في بناء الانسان وبناء الوطن، كما لايثنيها عن الاحتفاليات بمناسباتها الوطنية التى تتجلى فيها معاني الحب والولاء والتكاتف والذي لمسناه من خلال الفعاليات المقامة باليوم الوطني وكيفية الانصهار والتمازج الشعبي في تفعيلها والمشاركة بها بكل ما تحمله من قيم وموروثات وتاريخ وعادات، وما سطرته من وحدة مشتركة بين المواطن والمقيم وتمازج بين القبائل أذاب معها خلال العرضات الموحدّة كل عوامل القبلية. .. الفرحة باليوم الوطني سبقت ألم الحصار، والحضور المجتمعي والمشاركة في التفعيل هزمت تحديات الحصار، فالمجتمع القطري بكل فئاته الطبقية والعمرية والجنسية شارك وساهم في حمل لواء الوحدة والتكاتف كالجسد الواحد، معبرا عن وطنيته، لينقل لنا الصورة التاريخية للمؤسس الذي استطاع توحيد القبائل لمواجهة الغزاة والطامعين في أرض قطر.. هكذا هي الدول التي تبني حضاراتها وتعمل من أجل مستقبلها بلا توقف، من خلال تجاوز التحديات والمحن التي تتعرض لها والالتفاف حول بعضها، فلم ننس ولم تغب عنا وسائل الغدر، دول شقيقة لا يفصل بينها وبين دولة قطر حدود ولا تاريخ ولا مصاهرة ولا عادات، تدنس فكرها بخطط عدائية هجومية ضد دولة شقيقة، وتتخذ عودة الشرعية هدفا ظاهرا لتحقيق أهدافها الخفية ومصالحها وأطماعها في الاستيلاء على ثروات الدولة وخيراتها وتقسيمها بين دولها الأربع، ولكن الإصرار على السيادة والمواجهة حالا بين تنفيذ الأطماع وصد الظلم. .. انتهى اليوم الوطني كسحابة صيف عابرة حددّتها فترة زمنية خاطفة، بشكلياته واحتفالاته ولكن يجب أن يبقى ماهو أسمى، فالحب والولاء للوطن يجب أن تجسده أعمالنا وأفعالنا وسلوكنا بضمير محاسب، ونوايا صادقة، وعمل مخلص ومتقن حاملين شعار «المحاسبة الذاتية» بقول عمر بن الخطاب «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا» لتدعيم الإنتاجية والجودة كما هو التمسك بخلقنا القويم في التعامل مع الأحداث الواقعة «الأزمة،الخليجية» بالكلمة القويمة البعيدة عن الاسفاف والسقوط والتشويه، فالمعركة الكلامية التي اتخذت من ميدان الوسائط المجتمعية أرضية لبث سمومها من القذف والتجريح وزرع الفتن والشقاق من قبل الذباب الالكتروني لدول الحصار يجب أن لا نقابلها بالمثل اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان خلقه القرآن في المواجهة، وبأميرنا حفظه الله الذي مازال ملتزما بضرورة الحوار من مبدأ قوله تعالى «وجادلهم بالتي هي أحسن» وقد أكد سموه في منتدى الدوحة «أن الحوار هو الذي يجسر بين الفرقاء، مهما اشتدت الخلافات، وهو نقطة الابتداء ونقطة الانتهاء في الزمن الصعب.»