27 أكتوبر 2025
تسجيلمن المفاجآت المثيرة التي تلقاها المواطنون إبان احتفالات اليوم الوطني، ذلك الخبر السعيد الذي تفضل به معالي رئيس مجلس الوزراء بافتتاح قاعات الاحتفالات الواقعة على شارع الرفاع مساء الثلاثاء الماضي وذلك بتوجيهات سمو الأمير المفدى الخاصة بإنشاء عدد من قاعات الأفراح في مناطق الدولة دعما للشباب المقبل على الزواج ومن ذلك مشروع مجمع قاعات الأفراح في منطقة الرفاع لتخفيف عبء وتكاليف الزواج عن المواطنين، وبناء على التوجيهات تكون تكاليف حفلات الزفاف بالقاعات الجديدة مجانية للقطري الذي يتزوج من قطرية.وقد استوحى تصميم قاعات الأفراح تلك من التراث القطري انسجاما مع اهتمام الدولة بالحفاظ على الهوية التراثية القطرية.. وتتيح الخدمات للمواطن المقبل على الزواج في تلك القاعات، تقليص النفقات من حيث توفير مجموعة من الفنادق والمطاعم لتجهيز الولائم ووجبات العشاء للمواطنين بأقل الأسعار، وذلك حرصا على مراعاة المواطن وتقليل أعباء وتكاليف الزواج عليه، وبلا شك سوف توفر من جهد المواطن المقبل على الزواج تشجيعا له للإقدام على هذه الخطوة، خاصة مع توفير كافة الأمور الضرورية لحفل الزفاف في مكان واحد.قاعات الزواج تلك وما رافقها من خدمات وتسهيلات ربما ستساهم في الوفر من تكاليف الزواج الباهضة التي اجبرت كثيرا من شبابنا الى العزوف عن الزواج، وهذه الخطوة ستحد بالطبع من تقليص نسبة العنوسة بين الجانبين "الشباب والبنات" بعد ان اصبحت ظاهرة مفزعة، فلم يعد شبح العنوسة المقلق للفتيات مقتصرًا عليهن كما في السابق، بل تجاوزهن ليدخل تحت مخالبه فئة الشباب، حيث إن نسب الرجال ممن تجاوزت أعمارهم سن الخامسة والثلاثين ولم يتزوجوا هي الأخرى آخذة في التزايد. إن لقب العنوسة الذي كان مقتصرًا على الفتيات أصبح يشمل الرجال ويدورون في فلكه، وخطورة الوضع هنا تكمن في أن هذا الموضوع يعد إشكالية اجتماعية خطيرة لها أبعادها الإنسانية المستقبلية على المجتمع ككل وعلى الوضع الأسري والاجتماعي، ومعظم الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع في مجتمعاتنا الخليجية تشير إلى أن نسب ومعدلات العنوسة في تزايد وتسارع، وأن شبح العنوسة بدأ يطول جنس الرجال كما هو الحال بالنسبة للفتيات، السؤال المطروح: لماذا تتزايد عنوسة الرجال في مجتمعاتنا وهي مجتمعات وفرة؟ مجتمعنا القطري حقيقة يعاني من إشكالية العنوسة بين فئة الفتيات والشباب، لذا أصبح من الضروري التعامل مع هذه الإشكالية بجدية واهتمام، والبحث عن حلول جذرية يشارك فيها جميع العناصر المسؤولة عن هذا الموضوع بداية من الأسر وانتهاءً بالجهات الرسمية وغير الرسمية التي تقع على عاتقها مسؤولية تنمية الأسرة والمجتمع.إيجابية أصحاب القرار في انشاء قاعات الافراح سوف تساهم في حل هذه الإشكالية والقضاء على العنوسة بين الجانبين، إلى جانب الحد من نسب الطلاق المرتفعة والمتزايدة يومًا بعد يوم في ظل إشكالية الخلل السكاني الذي تعاني منه هُوَ الآخر، والعنوسة تعد في قائمة الأولويات والتحديات التي تواجهها مجتمعاتنا الخليجية.نسأل الله تعالى أن يحفظ مجتمعاتنا وأن يوفق الجميع لإيجاد حلول جذرية تعمل على إرساء أرضية اجتماعية صلبة قوية تقف في وجه مختلف الأعاصير التي تعصف بشبابنا وشاباتنا. وسلامتكم