17 سبتمبر 2025
تسجيلبخطوات ثابتة سبقتها خطوات مباركة أعطت قطر اسماً عالياً في العالم، ولكنها كانت الخطوات الأخيرة التي خطاها صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى لقاء شعبه ومصافحة أبناء هذا الشعب والمقيم على أرض هذا الوطن، لقد خطا الأمير نحو هؤلاء الذين اصطفوا لتحيته والتشرف بلقائه وجها لوجه، ولم يخيب أملهم، وبعيداً عن الرسميات والحراسة بدأت خطواته التي أدهشت كل من شاهدها وفي نفس الوقت أثلجت الصدور وملأت القلوب فرحاً.لقد مشى بخطوات ثابتة تحفظه عناية الرحمن جل شأنه وحكمته وعدله في هذا الوطن الذي عمل جهده وبذل كل ما لديه لينعم الشعب بالرفاهية والخير ويحصل على كل ما يأمل به من مقومات الحياة الكريمة، لقد صافحت عيناه كل من استطاع أن يقترب منه الصغير والكبير والغني والفقير والموظف والعامل، المواطن والمقيم، وابتسامته لا تفارق محياه.إن تلك الخطوات تعني الكثير وإن بدأت بصور متتالية مازالت مرسومة في أذهاننا جميعاً، بل لقد أدهشت من حولنا الذين هاتفونا وهم فخورون بأن لنا مثل هذا القائد.نعم، إن خطوات الأمير لابد أن تمثل لنا دافعاً وحافزاً جديداً لخدمة هذا الوطن وتقديم أفضل ما لديه من عمل لإنجاز ما يحتاجه، ومسؤوليتنا جميعاً نحو تلك الخطوات على جميع المستويات زادت وكبرت ولابد أن نقوم بها على خير وجه، فالطالب لابد أن يجتهد ويبذل قصارى جهده لأن يكون مواطنا صالحا، يتبوأ أفضل المناصب بعد أن يجتاز دروسه ويكمل تعليمه، لا أن يتوقف عن هذا التعليم وقد وفرت له كل الأساليب التي تؤهله لذلك من مجانية للتعليم وخدمات تعليمية منذ طفولته وحتى انتهاء دراسته العليا.أن يعمل الموظف في وظيفته أن يكون مخلصاً فيها دقيقاً في أدائها، يعطيها جل وقته الذي يكون فيها، يحرص على اكتساب الخبرات وحضور الدورات التي تؤهله لأفضل الأعمال وتعطي صورة مضيئة للقطري الذي يخدم وطنه من خلال أدائه الجيد للعمل الذي يقوم به.أن يحرص المسؤول في الوظيفة على أن يتقي الله تعالى في كل خطوات عمله وتقديره لموظفيه كلا حسب مؤهلاته وأدائه للعمل، أن يحافظ على مقدرات العمل ويكون أميناً على أموال الدولة، فما أثمنه من ريال نكسبه من عرق الجبين، وما أرخص مئات الآلاف التي نتحصل عليها من غير وجه حق، لمجرد خدمة ما كانت من ضمن مسؤوليتنا العملية.أن يدقق الطبيب وهو يعالج مريضه في كيفية التشخيص الجيد من أجل العلاج الأفضل، لا أن يترك للمريض ذلك التشخيص؟!ألا يحابي أحدا في مهنته الإنسانية، فالكل في المرض سواء، والكل يحتاج إلى العلاج السريع، وفي النهاية الإنسان إنسان.أن يعمل المدرس جل جهده في توصيل المعلومة الصحيحة للطالب ليحصل عليها بأسهل الطرق، لا أن يسمح للأخير باختيار الدروس الخصوصية وسيلة للنجاح، وأن يحاول أن يعيد للمدرس صورته الأولى كمرب للأجيال قبل أن يكون معلماً لهم.أن يركز المهندس في عمله وتصميماته وهو يضع المخطط لبناء أي مشروع في هذا الوطن، وأن يكون الله عز وجل أمامه وهو يعمل حتى يتقيه في عمله ومشاريعه.أن تقوم الأم بواجباتها على أكمل وجه تجاه أبنائها، فترضعهم الأمانة والأخلاق مع حليبها، أن تغرس في نفوسهم المثل العليا ألا تتركهم فريسة للخدم والمربيات، بل تكون هي الحارس الأول لهم.وأن يعطي الأب المشغول عن بيته بعض الوقت لأبنائه يتلقون منه كل المبادئ والمثل التي تفيدهم في حياتهم.لابد أن تدعم فينا تلك الخطوات أن نكون جميعاً خير سفراء نمثل بلادنا وقائدنا في الخارج، ونعطي الصورة النمطية الرائعة عن وطننا الذي أعطانا ولم يبخل،لا نسيء التصرفات ولا السلوك، ونتعامل مع غيرنا بكل أخلاق وذوق، لا نقدم ما قد يفقدنا هويتنا ووطننا، بل لابد من حمل تلك الهوية القيمة معنا أينما ذهبنا.أعز الله تعالى الوطن والقائد وولي عهده الأمين.