19 سبتمبر 2025

تسجيل

أكبر من مناورة عسكرية !

23 ديسمبر 2011

أعلن الجيش الإسرائيلي(الخميس 16 ديسمبر الحالي) عن إنهاء ما اعتبره(أحد أوسع التدريبات العسكرية التي أجراها في السنوات الأخيرة).وكان التدريب على حرب في لبنان وضد حزب الله تحديداً،وشارك فيه لواءان نظاميان:التدريب وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية،جرى أوائل الثلث الثاني من ديسمبر،في هضبة الجولان السورية المحتلة ، وشارك فيه الآف الجنود ومئات المدرعات.وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية : إن الوحل الذي سببته الأمطار الغزيرة التي هطلت إبّان التدريب(شكلت تحدياً أمام الجنود). وقالت صحيفة(هآرتس) الإسرائيلية(الجمعة 17 ديسمبر) إن ما يميز هذه التدريبات هو أنها تجري في أجواء ماطرة وعاصفة. رغم أن كل الأحاديث في إسرائيل:بأن الحروب تشن في الصيف ، وتساءلت الصحيفة : إذا ما دلّ هذا على شيء ؟ أيضاً. ووفقاً لما ذكره ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي لصحيفة(يديعوت أحرونوت) ونشرته في موقعها على الإنترنت( إن التدريبات كانت مكثفة. واستعملت فيها أجهزة تكنولوجية حديثة. تعزز قدرات الجيش في ميدان القتال،وأصبح بالإمكان ضرب عدد أكبر من الأهداف خلال فترة قصيرة). ووفقاً لما نشرته الصحيفة(الجمعة 17 ديسمبر) فإن قائد لواء المدرعات 401 العميد عيناف شاليف صرّح لها قائلاً( إننا نستعد بالأساس لمواجهة حزب الله ، وأن جنوده في التدريبات واجهوا عدداً كبيراً من خلايا مقاتلي الحزب ، التي تطلق قذائف مضادة للدبابات. والسير لمدة شهرين في مناطق جبلية). في نفس الصحيفة(الأحد 19 ديسمبر) نشر المعلق الإسرائيلي عاموس هرئيل مقالة له بعنوان(الخيار الشمالي:تحطيم محور الشر) نسب فيها تصريحاً لمسؤول كبير في قيادة المنطقة الشمالية(إلى نفس الصحيفة)قال فيه(إن حزب الله يعيش أزمة ما قبل نشر لوائح اتهام المحكمة الدولية ضد مسؤولين كبار فيه. عن دورهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري... وقال مستطرداً:إن الحزب يعيش أزمة هي الأشد في تاريخه ، فقد قلصت إيران المساعدات المالية للحزب بنحو النصف.كما أن الأمين العام حسن نصر الله ما يزال يختبئ في خندقه. وليس متحمساً للقتال مرة أخرى ضد إسرائيل. ولكن مع ذلك. وإذا ما أغراه القتال. فسيكتشف بأن حرب لبنان الثانية –المقصود 2006-ستظهر كالنزهة بالقياس إلى ما سيتلقاه من ضربات موجعة. كبيرة وساحقة من قبل جيشنا). ما سبق يكشف بعض ما يفكر به القادة العسكريون الإسرائيليون ، الذين ما زالوا يعيشون أزمة إخفاقات عاناها الجيش الإسرائيلي إبّان عدوانه على لبنان في عام 2006.ما سبق يكشف أيضاً : حقيقة الغطرسة الإسرائيلية. وهو في جزءٍ منه عودة إلى مقولة: الجيش الإسرائيلي لا يُقهر . الأخبار والتصريحات التي نقلتها الصحف الإسرائيلية عن أولئك العسكريين تشي : بأنهم ينتظرون بفارغ الصبر هجوماً عسكرياً إسرائيلياً جديداً على لبنان ، لكي يوجهوا إلى الحزب ضربات ساحقة ، وبخاصة أنه يعيش واحدة من أقسى أزماته ، بل هي الأقسى والأشد في تاريخه من وجهة نظرهم . بسبب القرار الظني الذي ستصدره المحكمة الدولية ضد قادة كبار فيه ، وبسبب نقص التبرعات الإيرانية له إلى النصف. لسان حال هؤلاء العسكريين يقول:بأن الفترة الملائمة لتوجيه ضربة إلى الحزب ومن ورائه لبنان ، تحديداً هذه الفترة. والتي هي مناسبة من كل النواحي ، لذلك كان تساؤل صحيفة هآرتس محقاً عندما أشارت إلى أن التدريبات السابقة الذكر هي الأولى من نوعها. والتي تجري في الشتاء ، مع العلم أن غالبية الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية كانت في أوقات الصيف. من ناحية أخرى ، فقد أجمعت غالبية المصادر اللبنانية : على أن انفراجاً مؤقتاً قد تم حول قرار المحكمة الدولية وذلك بتأجيل صدروه . إلى بعد مضي فترة الأعياد( المقصود : عيد الميلاد ، وأعياد رأس السنة). الانفراج المؤقت وفقاً لما وصفته تلك المصادر لا ينفي بالطبع إمكانية صدور القرار في بدايات العام المقبل، ولذلك فإن الانفراج الذي وصف أيضاً بــ ( المؤقت ) هو ليس حلاً لقرار المحكمة. وإنما هو ليس أكثر من تأجيل لصدور قرارها، ولذلك فإن الفهم في العقول الحامية الإسرائيلية يتمحور. في أن الحزب سيظل يعيش هذه الأزمة، المناسبة من وجهة نظرهم لتوجيه ضربة عسكرية له.ليس صدفة كل هذه الخلايا التجسسية الإسرائيلية في لبنان ، فلا يكاد يمضي أسبوع دون اكتشاف السلطات اللبنانية لخلية تجسسية إسرائيلية. وهي كثيرة إلى الحد الذي أجبرت فيه الحكومة اللبنانية على رفع شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن. على صعيد ثانٍ. فإن الحكومة الائتلافية الفاشية الحالية في إسرائيل هي في غالبيتها( بدءاً بالرئيس وصولاً إلى من يسمون بــ وزراء الدولة) هم من ذوي الرؤوس الحامية،الذين ليس مستغرباً عليهم . إصدار قرار ببدء العدوان على لبنان،وبخاصة في هذه المرحلة،حيث الإدارة الأمريكية في أشد درجة من الضعف. على ضوء هزيمة الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية للكونجرس والتي جرت في نوفمبر الماضي،وعلى ضوء هزيمتها المتوقعة قريباً في أفغانستان،إضافة إلى إخفاقاتها في العراق ، وإضافة إلى رضوخها السياسي لإسرائيل. وعجزها إجبار الأخيرة على وقف الاستيطان ، وبالتالي فشلها في إعادة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل إلى مسارها ، وهو ما يُفهم منه ضمناً. فشلها في تحقيق أي تقدم للحل فيما يتعلق بالتسوية في الشرق الأوسط . الأمر الذي سينعكس حتماً. في بداية أزمة سياسية في الداخل الإسرائيلي وفي الحكومة أيضا. فيما يتعلق بالتسوية . من جانبه فإن الكيان الصهيوني وعلى عادته . فإن طريقة خروجه من الأزمة تتمثل في تصديرها إلى الخارج من خلال هجوم عسكري تقوم به على إحدى الجهات أو الدول العربية المجاورة. لكل ذلك فإن احتمال قيام إسرائيل بعدوان جديدٍ على لبنان خلال مرحلة ما قبل صدور قرار المحكمة. هو احتمال قائم إلى حد كبير، ولذلك فإن التدريبات التي قام بها الجيش الإسرائيلي مؤخراً(وهي الثالثة هذا العام على خوض الحرب في لبنان) ليست فقط مناورة عسكرية. بل هي أكبر من ذلك بكثير. عزاؤنا ، أن العدوان الصهيوني إن تم ّ. فلن يكون في نتائجه بأفضل من عدوان عام 2006 لإسرائيل ، فوفقاً لتصريحات أمين عام حزب الله في أكثر من مرّة( بأن زمن الهزائم قد ولّى ) .