17 سبتمبر 2025
تسجيلاسمحوا لي أولا أن أستمر في الحديث عما تشهده قطر ولمدة 28 يوما وأعني استضافتها التاريخية لمونديال كأس العالم 2022 وما يطرأ على أيام هذا المونديال الذي كان إلى ما قبل تاريخ 2 أكتوبر 2010 حلما من سابع المستحيلات وظل للنسخ 21 الماضية محصورا في دول لا تنطق العربية ولكن جاءت بلادي فتسلحت بالثقة أولا وبالإيمان في أن الخطوة الأولى لا تبدو صعبة حينما يكون كل المطلوب هو ملف الترشح ومسكوب فيه كل الأفكار والوعود التي وثقت الدوحة أن بمقدورها أن تفي بها كاملة وبالفعل تقدمت بهذه الخطوة وهي موقنة بإيمانها بالله ثم بنفسها وعلى ثقة بأن قدراتها يمكن أن تعينها على ما ضمنته ملفها وفزنا بالاستضافة في يوم لا زلت أذكره حتى الآن وكيف تفجرت قطر في كل مدنها وقراها وأحيائها فرحا وسعادة وفخرا بأنها هي بلد الاستضافة لعام كان يفصلنا عنه مسافة 12 عاما وجاء العام واليوم المنشود وها نحن كما ترون في اليوم الخامس من المونديال بين خسارة وفوز وبين من لا يزال بين مصدق ومكذب لأنها أعجوبة حقيقية والحمدلله أن خاب ظن الكثيرين ممن أرادوا لنا أن تتوقف كل هذه المساعي وكل هذه الجهود والرغبات ونعيش اليوم أجواء عيد لا أظنها سوف تنتهي إلى حين موعد المونديال القادم في كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وهي الدول التي سوف تستضيف كأس العالم القادم في نسخته 23 عام 2026 بإذن الله وصدقوني لم يكن لأي أحد أن يتوقع أن تكون أيام المونديال بهذه الصورة الرائعة التي نراها اليوم والحمدلله أكثر وأكثر أن استطعنا أن نحافظ على ثقافة هذا البلد والتزامه لا سيما في القرارات التي كانت بموافقة الفيفا وأهمها منع تناول وتداول وبيع المشروبات الكحولية داخل الاستادات أو حولها وأن عملية شرائها وتناولها سوف يكون من خلال أماكن مخصصة ناهيكم عما تقوم به قوات الأمن وأمن الملاعب في الاستادات من عمل منظم ودؤوب من أجل الحفاظ على هوية هذه البلاد دون المساس بالحريات العامة أو التدخل في الميول والأهواء لمئات الآلاف من المشجعين الذين يبدو هم أيضا ملتزمون بثقافة وقانون هذا البلد وتبدو عليهم سعادة عارمة وهم يتجولون في أنحاء قطر وأماكن الفعاليات ومراكز السياحة وسعيدون أكثر بالتطبع بطبائع وزي أهل قطر الرسمي وأعتقد بأن المشاهد المتداولة هنا وهناك وباتت أوسع على نطاق عالمي بأن الثوب القطري بات هو المتسيد اليوم في أزياء المشجعين بجانب الغترة والعقال طبعا وهذا كله إنما يعطي انطباعا مضاعفا بأن البطولة لم تنجح على مستوى التنظيم وإقامة المباريات فقط ونجاح الخدمات اللوجستية فقط بل إن أكبر وأكثر من هذا هو ما يُرسم على خريطة مونديال 2022 في قطر في إقبال مئات الآلاف على التعرف على هذه الدولة شعبا ومشهدا وأرضا وبحرا وبرا وهذه كانت من غايات هذه البطولة التي عرّفت بصورة كبيرة عن قطر وأنها عكس ما يقال عنها في إعلام بعض الدول الغربية التي صورت العرب والخليجيين على أنهم متبجحين بنفطهم وثرائهم الأعمى لا يسهمون في رقي بلادهم وربما سكن أغنياؤهم قصورا وسكن فقيرهم الخيام البالية والصحراء المقفرة ولكننا أثبتنا ولله الحمد أننا فعلا أغنياء بأخلاقنا أولا وببشاشة وجوهنا وسعة صدورنا وأننا نمتلك السيارات والإبل معا والبيوت المريحة والخيام وبيوت الشعر معا ونسكن في المدن ونجد راحتنا في الصحراء معا وإن صحفهم الصفراء كانت غبية لدرجة أن تصور لهم ما يرونه اليوم منافيا عن الصورة التي التصقت بعقولهم والحمدلله أن مونديال 2022 كان الفرصة الأكثر ثراءً بكل ما تنافى مع الصورة الخاطئة التي رسمها الكارهون عنا وإن كأس العالم قد وافق صاحبه في النسخة 22 لعام 2022.