12 سبتمبر 2025
تسجيلكانت فكرة، وليدة لحظة تأمل، في دور تؤديه دولة قطر بعيدا عن الصراعات السياسية تارة وتارة أخرى الصراعات المسلحة وبعيدا عن المشاحنات الإعلامية أو إن شئت الحروب الإعلامية. كان سمو الأمير الوالد يفكر في الانتقال بقطر من مرحلة القُطرية الضيقة إلى العالمية الواسعة، لتحقيق ذلك انصب تفكيره الرشيد إلى أن عملية الانتقال من واقع قُطري ضيق إلى واقع عالمي أوسع لن يتأتي إلا بتحقيق أربعة أهداف في آن واحد هي: (أولا) تعليم قوي يرتكز على البحث العلمي بكل أبعاده ووضع له ميزانية لا مثيل لها في المنطقة العربية واستدعى خيرة العقول العربية المهاجرة أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر فاروق الباز أحد علماء الفضاء في وكالة ناسا الأمريكية وأحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل رحمه الله في الكيمياء، وعامر السعدي وعماد خدوري وغيرهم وأسس صرحا علميا (قطر فونديشن ) يشار اليه بالبنان واستدعى خيرة الجامعات الغربية لبناء فروع لها في قطر الى جانب الاهتمام بالجامعات الوطنية وفي طليعتهم جامعة قطر وآخرهم جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا 2022م. (ثانيا) الصحة، منطلقا من حكمة عربية تقول «العقل السليم في الجسم السليم» و(ثالثا) الرياضة، فهي الى جانب العلم والصحة يكتمل بناء العقل والجسم السليمين. وفي معراج الاتصال بالإنسان العربي أولا أينما كان «في بيته، مكتبه، خيمته المنصوبة في البراري والقفار، وسفينة بحرية أو طائرة في الجو» وإنهاء احتكار الدول الغربية للاعلام الفضائي أسس فضائية «الجزيرة» بلغات متعددة وبذلك جعل قطر وشعبها في دائرة الأضوء العالمية. (2) بهذه الرباعية المجيدة استطاعت قطر بعد زراعة ذلك المجد بمحراث سمو الأمير الوالد الشيخ حمد وسواعد المخلصين من حوله راح صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد من بعده يسقي ما زرع والده ـ حفظهما الله جميعا وحفظ قطر من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين ـ واستوى الزرع على سوقه يعجب الزراع نباته ويبهر الخلق قاطبة كان ذلك يوم العشرين من شهر نوفمبر افتتاح مونديال قطر 2022 في حضور قيادات عالمية وعربية أتوا من كل فج عميق للمشاركة في حصاد ما زرع قادتنا الميامين وبهذه المناسبة أقدم أحر التهاني القلبية لهذا النجاح الباهر لكل من فكر ومول واشرف وبنى هذه الإنجاز العظيم بكل المقاييس. والتهاني موصولة الى شعب قطر واخوانهم العرب المقيمين معه الذين تحملوا معاناة تحويلات الطرق ومسارات البنية التحتية من جسور وانفاق وسكة حديد في باطن الأرض التي ابهرت جميع الزوار. (3) لن أقف عند المناكفات والتحريضات الاعلامية المسيئة على بلادنا وقيادتنا الرشيدة ومراهناتهم على قدرتهم على افشال بهجة تحقيق هذا المشروع على مستوى العالم كل ذلك اصبح من الماضي ونحتفظ به في الذاكرة لكن علينا الاستمرار في إنجاح هذا المشروع العالمي بالتصدي لكل من يحاول المس بقدرات شعب قطر والعرب المقيمين على أرضهم في إنجاز ما عجز العالم العربي عن تحقيقه في الماضي. (4) قد يشمت الشامتون الحاقدون بالهزيمة لفريقنا الوطني لكرة القدم امام فريق الاكوادور الذي لديه خبرة تسبق الفريق القطري في مباريات كأس العالم منذ عام 1930م وقد خسرت الاكوادور في مباريات كأس العالم أمام الارجنتين بـ ( 12 ـ صفر ) وخرجت البرازيل صاحبة الخبرة والمهارة في مسابقات كأس العالم لكرة القدم ولم تغب عن أي دورة من دورات تلك المظاهرة الرياضية العالمية منذ عام 1930 وحتى اليوم الا انها خرجت من الدور الأول، وكذلك خرجت فرنسا بطلة كأس العالم لعام 1998 من الدور الأول، كما ان جنوب افريقيا فشلت في تخطي الدور الأول وهي الدولة المضيفة. ما أردت قوله ان مباريات كأس العالم لكرة القدم تواجه حالة انتصار للبعض وحالة انكسار للبعض الآخر وفريقنا الوطنى الذي واجه الاكوادور صاحب التجربة الكبيرة والعريقة كان يلعب تحت ضغوط قاسية منها واهمها انه «سنة أولى في كأس العالم الرياضي» يواجه فرقا ذات باع طويل في هذا الميدان. آخر القول: لقد انتصرنا وحققنا هدفنا في تنظيم هذه الفعالية العالمية رغم المحن والحروب الإعلامية، ومؤامرات حيكت ضدنا لإفشال هذا المشروع الرياضي الذي يوحد شعوب العالم وقد وفق الله على النور خطانا ونجحنا، وكنا ندرك بأن فريقنا الرياضي سيواجه فرقاً عريقة قوية في البنية الجسدية والمهارة والخبرة الطويلة في هذا الميدان ولم نكن استثناء انتصارا أو انكسارا.