14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنسان والبحر.. "المحامل تنشد الهولو على شاطئ كتارا"

23 نوفمبر 2014

العلاقة التي تربط الإنسان في قطر بالبحر والبر علاقة موغلة في القدم وهي قدم الإنسان وتواجده على هذه الأرض الطيبة منذ أن قام المؤسس الشيخ جاسم بن محمد في تأسيسها.. ومن هنا فإن مهرجان المحامل التقليدية الذي اختتمت فعالياته يوم أمس، بحضور جماهيري كبير يوم الجمعة فقط، وصل عدد الحضور له أكثر من 250 ألف زائر سجلتهم بوابات الدخول بكتارا، وقد انتظرت أكثر من ساعة للدخول إلى كتارا بسبب التوافد الكبير من المواطنين والمقيمين لزيارة المهرجان، والذي يؤكد على أهمية تلك العلاقة التي ربطت الإنسان في قطر مع البحر عبر انتشار حرفة صناعة السفن والغوص على اللؤلؤ والأسفار حتى وصلوا إلى إفريقيا عبر سفن شراعية قام الكلاف القطري بعملها، وقد سعدت بمشاهدة سفينة البتيل التي قام بعملها الكلاف القطري يوسف علي الماجد ضمن السفن القطرية المشاركة في المهرجان والبحر ليس ذاك الامتداد الذي لا يحدّه نظر ولا هو تلك القصيدة في كتاب شعر. إنما هو عنوان الانتقال والنجاة والبقاء ومصدر الخيرات لإنسان المنطقة ومنها قطر.. فكتاب الغوص على اللؤلؤ في قطر والذي صدر عن كتارا يؤكد على دور الإنسان القطري في دخول البحر ومقدرته في إيجاد الرزق والعيش له عبر دخول البحر سواء كان لصيد السمك كحرفة أو الغوص على اللؤلؤ كثروة جلبت الخير لأهل قطر فعندما نتحدث عن الخير نتحدّث في الوقت نفسه عن الخلاص والبقاء، لأن غياب الخيرات يؤدي إلى الهلاك والفناء. ولو عدنا إلى العصور الماضية وقبل ظهور النفط كان البحر باب الرزق الأول والأساسي لهذا الإنسان. لذا قيل إن رزق البحر واسع لا يشحّ ولا يجفّ، ولا تتأثّر ثروته السمكية بتغيّر الفصول. كما لم تتغيّر أهميته من حيث إنه وسيلة النقل التجاريّة الأولى والمصدر الرئيسي للانتعاش الاقتصاديّ لهذه المنطقة. البحر عالم من المتناقضات والغموض، هدوء وعاصفة، سكينة وصخب، كرم وبخل، خير وشر، لين وقسوة، بساطة وجبروت، أمان وخوف، غدر ووفاء… وكلّ هذه المعاني لا تختلف عن صراع الإنسان مع ذاته ومع الآخرين.وهي ما أبرزته مسرحيات عبدالرحمن المناعي وحمد الرميحي مثل أم الزين وأبو درياة، ففي صراعه مع ذاته نرى الإنسان، أحيانًا، هادئًا للغاية تُظهر ملامح وجهه صفاء وضبطًا انفعاليًا يخفي صراعات مخيفة لا يعرف، هو نفسه.. كان أوبريت الطبعة للفنان فيصل التميمي وهو فعل أبرز هذا الجانب وقدم صورة إنسانية عاشتها قطر عبر جهود الإنسان فيها للبحث عن لقمة العيش في كوامن البحر، وفي أحشائه الدرر وإن لم نجد تلك الدانة التي تغير حالنا إلا أننا لا زلنا نتذكر تلك الأيام التي نقف على الشاطئ ننتظر القادمين من البحر.شكرا كتارا.. ما قصرتم رأيتكم بيضًا