28 أكتوبر 2025
تسجيلتمثل الفنون الشعبية جزءاً من التراث الشعبي في المجتمعات الانسانية ويعكس تنوع واختلاف الفنون الشعبية التنوع الثقافي والاجتماعي للفرد والجماعة كونها مرتبطة بعادات وتقاليد وقيم ومرتبطة باختلاف المناسبات والأحداث الاجتماعية. وتعنى دولة قطر برعاية وتطوير الفنون الشعبية والتراث فيها وإبرازها على المستويين المحلي والعالمي، ومن ضمن الفنون الشعبية التي توقفت لفترة عن الظهور وعادت بشدة إلى الساحة الفنية فنون "الليوة والطنبورة والهبان" معتمدة على اقبال وشعبية لها في المجتمع وهي واقعيا من الفنون الإفريقية والفارسية التي ذابت في المجتمع العربي في الخليج واصبحت ضمن نسيجها الثقافي الفني ومنها دولة قطر. ادارة الثقافة والفنون لدينا تبنت موقفا ضد تمثيل فنون /الليوة والطنمبورة والهبان/ ضمن التراث القطري واعتبرته فنا وافدا لا يمت للمجتمع القطري بصلة ولا يحق ادراجه في خانة الفنون القطرية وظلت لسنوات تحجب هذه الفنون من المشاركات المحلية والخارجية، واحدث ذلك عدم رضى عند المختصين وجدلا متباينا بين الباحثين إلى ان وجدنا هذه الفنون تفرض حضورها في احتفالات البلاد بسوق واقف وغيره فدخلت هذه الفنون ضمن نسيج الفنون المحلية التي ابدع مؤدوها في جذب المتذوقين واعجابهم وخلقت جوا من البهجة والوناسة وكان يؤديها ثلة من العازفين والفنانين المحليين المتمرسين على تلك الفنون. ربما النظرة تغيرت وبدأ الوعي يدب في اوصال المجددين والمختصين فآثروا عدم استبعاد اي فن مارسه الاباء الاوائل على ارض قطر منذ الازل، وهنا نستعين برأي الفنان منصور المهندي رئيس فرقة الريان للفنون الشعبية ومشرف بيت الطرب بصوت الريان في احدى مقابلاته الصحفية حين قال: قدمت الفرقة فنون "العرضة والليوة والطنبورة والهبان" وأعادت للمكان عبق التراث حيث كانت العروض بمثابة كرنفالات شعبية، ولوحة فنية من تراث الآباء والأجداد، ولقيت إقبالا جماهيريا كبيرا، ظهر المشاهد القطري والعربي وكأنه في حالة تعطش لهذه النوعية من الفنون. أضاف المهندي أننا بأدائنا فن الليوة والطنبورة والهبان، نجحنا في لفت الانتباه لهذه الفنون التي كانت قد اندثرت، وساهمنا في إعادتها مرة أخرى للساحة، الأمر الذي يعد نقلة هامة على صعيد الطرب الشعبي والتي لقيت الكثير من استحسان الجمهور الذي تابعها بشغف كبير.. مؤكدا ان الفرق الرجالية والنسائية للطرب الشعبي معنيان بإحياء وإعادة الفلكلور الشعبي للساحة، لما لذلك من أهمية بالنسبة لتوجهات الدولة وأن هناك دعما كبيرا للاهتمام بهذا الجانب . وبالمثل تؤكد الفنانة الشعبية فاطمة شداد هذا التوجه بقولها إن فن الطنبورة وفن الليوة وفن الهبان، ممكن أن يجمع العنصر النسائي مع العنصر الرجالي وقد تم ذلك مؤخرا وهي السابقة الأولى التي تندمج فيها الفرقتان إحياءً لهذه الفنون الشعبية الأصيلة. وأضافت شداد أنهم يحرصون على أن ينقلوا للأجيال الحالية التراث الفني لأهل قطر كما كان يُمارس حتى يظل محافظا على سماته الحقيقية وأصالته وهويته، لأن هذه الفنون تمثل العمق الحضاري والهوية الثقافية لشعبنا الأصيل، وهي محل اهتمام مسؤولينا. هذه لفته ارجو ان لا ينظر إليها بحساسية، فطالما هناك من يهتم بمثل هذه الفنون الشعبية ولها ممارسيها، فعلينا فعلا دعمهم وتشجيعهم. وسلامتكم