أمطار الخليج

لا يزال مسلسل هطول الامطار بدول الخليج مستمرا، حيث تعرضت المنطقة الى سيول جارفة من مياه الأمطار، بدءا من الكويت الى السواحل العمانية ومن البحرين الى جدة. ومن المتوقع استمرار هطول هذه الامطار بكثاقة خلال الايام وربما الاسابيع القادمة. ومع اننا في الخليج نشتاق للأمطار شوق المحب كما يقولون، ومع اننا كنا نصلى صلاة الاستسقاء، لكي ينعم الله علينا بالمطر، ونستمتع بالصحراء وربيعها وبحيراتها التي تتكون من مياه هذه الأمطار، الا ان هذه الامنية وهذا الشوق اصطدم مع الأسف، بما سببته هذه الامطار وهذه السيول من خسائر بالأرواح والممتلكات العامة وحتى الخاصة، في مختلف مدن وقرى ومنطقة الخليج. ومع الاسف فإننا نقول ان الجهات المعنية الخليجية، لم تكن مستعدة مطلقا لمثل هذه الكوارث والسيول. فهذه السلطات كانت تعرف وتعلم أن المنطقة سوف تتعرض لمثل هذه الامطار وهذه السيول. والاستعدادات لم تكن أبدا على قدر المسؤولية. ناهيك عن ان هذه السيول، كشفت حجم الفساد الذي مارسه من قام برصف الشوارع وتصريف المجاري، وخدعنا بمجاري اعزكم الله لم تكن مهيئة لمثل هذه السيول. وفي كل مرة تتعرض فيها مدينة أو منطقة خليجية لمثل هذه الكوارث، يتغاضى المسؤولون الخليجيون بالمناطق والدول الخليجية الأخرى، عن تعلم الدرس والمبادرة الى اصلاح الخلل وكشف المفسدين، الذين خانوا الله وخانوا وطنهم، ولم يخلصوا بعملهم عند بناء ورصف وتشييد مجاري الصرف الصحي. هذه مجرد سيول وأمطار تعرضت لها منطقتنا الخليجية. والاستعداد لم يكن ابدا على قدر المسؤولية. ولكن..لا سمح الله..لو تعرضت منطقتنا الخليجية لكارثة أكبر من تلك السيول، ككارثة بيئية او نووية أو زلازل أو حرائق لا سمح الله فكيف هي الاستعدادات؟ كوحدويين خليجيين نطالب بمركز خليجي عام لإدارة كافة انواع الكوارث. ونطالب بمحاسبة كل من تورط ببناء بنية خليجية تحتية فاشلة، لم تستطع التصدي واستيعاب كارثة السيول. فوطننا الخليجي هو الباقي والمفسدون راحلون.