11 سبتمبر 2025

تسجيل

20 شاحنـة.. برافو !

23 أكتوبر 2023

كنت قد عاهدتكم إنكم لن تملوا من الحديث عن المجازر الإسرائيلية التي ترتكبها قوات نتنياهو الإرهابية بحق إخوتنا في قطاع غزة الصامد إلا أن أمل ولا أظن أنني سوف أمل من هذه المقالات قريبا والتي تعد نقطة من بحر الدعم المتواضع لهذا الشعب الذي أظهر إيمانا وصبرا وثباتا عند الفجيعة بالصورة التي نراها في صغاره قبل كباره وفي نسائه قبل رجاله، رغم استشهاد الآلاف من العائلات، بلغ استشهاد الأطفال من هذه الحصيلة القاسية إلى ما يقارب 1800 طفل منهم من يبلغ من العمر أياما معدودات وأطفال عمرهم دقائق لم يُقطع حبال السرة بعد ولم يكادوا يرتوون من حليب أمهاتهم وإلى هذه اللحظة لا يزال القصف الإسرائيلي الآثم متواصلا في الوقت الذي تشد أيديهم وتتجه لله بالدعاء أن ينصرهم ويربط على قلوبهم وأن يخفف عنهم مصابهم الأليم هذا بعد أن يئسوا من أن تهب جيوش العرب لهم، والتي لطالما استعرضوا عدتها وعتادها وصفقاتها المليارية وحداثتها، ومع هذا فقد باتت حبيسة المخازن الضخمة يتفاخر العرب بكنزها لكنهم لا يمكن أن تنطلق رصاصة منها باتجاه العدو الصهيوني المستحق لأن يُقاتل حتى يُقتل ويُطرد من أرضنا العربية فلسطين، وهذا هو الأصح بغض النظر عن قوانين وضعية دولية لا تأبه بها إسرائيل أو تحترمها وهي من تدعو لها الدول العربية الملتزمة بشريعة القانون والمتفهمة بأن هذا العالم لا تحكمه شريعة الغاب كما تفعل إسرائيل وإنما قانون دولي اختارت دول العالم لُتنشئ منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لسن قوانين تنظم الخلافات وتصدر قرارات ملزمة ولكن عند من؟! عند هذا الكيان المغتصب والعصابات الصهيونية التي تقتل الفلسطينيين بدون سبب وتوسعت في أرضهم حتى أبقت لهم الفتات منها واستولت على القدس وقبة الصخرة والمسجد الأقصى كاملا وأعلنتها بفضل القيادات الأمريكية المتواطئة جهرا معها عاصمة لها، فبات القانون الأممي بشأن تخصيص القدس الشرقية عاصمة معترفة لدولة فلسطين وكأن لم يكن ولا يعترف به الكيان الإسرائيلي أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد من الدول الخمس دائمة العضوية والتي ترفض أي قرار يدين هذه العصابة الوحشية طبعا بجانب بريطانيا وفرنسا المنضمتين تحت ستار هذه الدول الخمس، والتي عادة ما تجهض أي قرار يمكن أن يدين إسرائيل ويُمكّن المجتمع الدولي من اتخاذ إجراءاته الصارمة ضدها فماذا فعل العرب حتى الآن لأجل وقف هذا العدوان السافر الذي أرفض تماما تسميته بالحرب نظرا لعدم وجود فئتين متكافئتين في العدة والعتاد والقوة والاستطاعة ولأن من يقتلهم الإسرائيليون هم مدنيون أبرياء جُلّهم من الأطفال والرضع والنساء والمسنين. فمستحيل أن تكون هذه المجازر حربا بل عدوان صريح لا يمكن المقارنة بين المعتدي والمعتدى عليه أبدا! ماذا فعل العرب الذين من المؤكد أنهم ناموا بأريحية تامة بعد السماح بدخول 20 شاحنة مساعدات من مختلف الدول العربية تتضمن مساعدات غذائية ودوائية وطبية لم تتوافق مع احتياجات وزارة الصحة والمستشفيات الفلسطينية في غزة الذي عبر عدة أطباء عن أنها غير متوافقة مع ما تحتاجه المستشفيات تحت هذا العدوان والقصف الإسرائيلي وكم الضحايا الأبرياء الذين يصلون جرحى وشهداء سيلقون بطبيعة الحال الأكفان اللازمة، لأنه من ضمن المساعدات العربية كانت أكفانا رجالية وأخرى نسائية تبرعت بها مصر وقد نسيت أن معظم الضحايا والشهداء من الأطفال فلم يرسلوا أكفانا للصغار رغم أن العبارة المكتوبة تُضحك وتُبكي معا حيث كتبوا عليها (مسافة السكة مساعداتنا لإخواننا في فلسطين) عوضا عن توقف آلة القتل الإرهابية فهل تكفي عشرين شاحنة للقطاع في هذه الظروف رغم أنه كانت تدخل لهم يوميا قبل العدوان 500 شاحنة غذاء ودواء ومتطلبات لمحلاتهم ومتاجرهم ومخابزهم التي قصفتها إسرائيل اليوم في إبادة جماعية مقصودة ولا تزال عشرات الشاحنات متوقفة أمام المعبر في انتظار السماح بدخولها! فحتى المساعدات من معبر تتحكم به دولة عربية ننتظر لها إذنا من إسرائيل فهل يمكن أن نرجو منكم شيئا بعد كل القمم التي تعقدونها والتي لا تتضمن سوى كلمات إنشائية محورة ومنسقة ومتسقة تماما مع الضعف والتخاذل العربي المأسوف عليه؟!.