10 سبتمبر 2025

تسجيل

نحـــن سفــراء هــذا الـــوطـــن

23 أكتوبر 2022

ربما تبهرهم الفنادق والحدائق والمتاحف والمجمعات التجارية والأسواق الشعبية. وربما تبهرهم المشاهد الجميلة أينما ذهبوا وحلوا. وربما تبهرهم الفعاليات المصاحبة الجديدة. وربما يبهرهم التنظيم الرائع والاستادات المونديالية الخيالية. وربما يبهرهم مستوى الرفاهية التي يعيشها الشعب والسيارات الحديثة. وربما يبهرهم الطقس والترتيب والنظافة في الشوارع والأحياء والمدن. ولكن ما هو الشيء الذي من المؤكد أنه سوف يطير بعقول مئات الآلاف من المشجعين الذين سوف يتوافدون على قطر مع اقتراب لحظة انطلاق صافرة البداية لمونديال كأس العالم في الـ 20 من نوفمبر القادم والذي بات على مقربة من أيام قليلة منا؟! وقبل أن تستثيروا مفاتيح عقولكم التي تبدو راكدة مع بدء صباح أول أيام الأسبوع وتستعد للتفكير بسبر أغوار العمل لا بحل لغز أطرحه عليكم دعوني أقدم إجابتي اليسيرة باستفاضة أكبر وأسلوب أكثر ليونة وبساطة وهي أن عادات وتقاليد وثقافة أهل قطر هي من شأنها أن تستثير إعجاب كل هؤلاء الذين قدموا لدولة جديدة عليهم وشعب غريب عنهم وأرض جغرافية تبعد آلاف الكيلومترات عن أراضيهم في قارات أخرى في أقصى الكرة الأرضية، ونعم هذا ما يمكن أن يعلق في عقولهم لينقلوه لبلدانهم وهذا هو وقتنا لنؤكد أننا شعب مضياف بالدرجة الأولى يطغى علينا الكرم والبشاشة والترحيب بالضيوف إن لقيناهم في طريق أو مجمع ولا يغلبنا النفور من الغريب القادم لبلادنا ليعرفها ويتعرف على شعبها فكيف ونحن قد سعينا لأن ننظم كأس العالم البطولة الأهم والأكبر في تاريخ العالم بأسره، أفلا يجدر بنا أن نظهر احترامنا للضيوف الذين سوف يقبلون من كل حدب وصوب هذه الأيام؟! لذا هذا هو وقتنا وتلك هي لحظتنا لنظهر معدن أهل قطر الحقيقي الذي لا تغيره عولمة عوجاء ولا تشوهه حداثة مصطنعة وإن كنا في قطر نواكب التطور والنماء لكننا لا ننسى أن انتماءنا لبلادنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا أكبر من أن تجرها الحداثة التي لا ترفع صاحبها ولنؤكد أننا شعب عربي مسلم لم تمنعنا عروبتنا أن نتحدث بأكثر من لغة ولم يمنعنا إسلامنا من أن نستمتع بحياتنا كما ينبغي وأن نرحب بالذي يختلف عنا في اللغة والجنسية والديانة والثقافة ليعيش بيننا في أمن وأمان وطمأنينة على نفسه وأهله وماله وحياته وفي كل شؤونه الخاصة والعامة وهذا ما يجب على ضيوف كأس العالم أن يروه فينا قبل أن يروا مطاراتنا وشوارعنا ومجمعاتنا وفعالياتنا وحدائقنا واستاداتنا وملاعبنا وفنادقنا ومتاحفنا ومدننا وكل شيء في بلادنا التي نراها أجمل بلد في العالم ونرى أنفسنا خير من يمثلها دينا وهوية وأخلاقا وثقافة وكل شيء يمكنه أن يثبت أن شعب قطر إنما هو شعب ودود محب لا يمثل تهديدا لأحد وليس عدوانيا وأنه شعب صديق بفطرته التي خُلق عليها وأننا خير من يمثل العرب الذين اختصروا واجهتهم اليوم في قطر لتكون بطولة العرب أولا باعتبارها أول بطولة كأس عالم تقام على أرض عربية مسلمة تمثلها اليوم قطر نيابة عن كل العرب كما قال سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، أطال الله في عمره، عقب إعلان اسم قطر كبلد مستضيف لكأس العالم 2022 حينما قال إنها بطولة لكل عربي ومسلم كان يحلم بأن تستضيف دولة عربية هذه البطولة على أرضها، وأن قطر اليوم تحقق هذا الحلم للجميع فلنحسن الضيافة بالأخلاق المتربعة في دواخلنا وما فُطِرنا عليها وما استمدينا كل ذلك من آبائنا وأجدادنا، رحم الله الميت وحفظ الله الحي منهم، ولنكن خير سفراء لقطر، فوطننا يحتاج لمن يمثله خير تمثيل في كل مناسبة فكيف إذا كانت المناسبة تجمع العالم بأسره في بلادنا؟!.