13 سبتمبر 2025

تسجيل

وعــــــود الحـــــريـــــري !

23 أكتوبر 2019

وقف ليطمئن المتظاهرين بأن زمن الإصلاح قادم واعطونا فقط هذه الشهور المتبقية من عام 2019 لنحقق أقل سقف من الإصلاحات التي من المفترض أن الحكومة ستعمل على تنفيذها كاملة بدءا من العام الجديد 2020 وهابي نيو يير يا لبنان!. والواقع أن سعد الحريري خرج للمتظاهرين في خطابه المتلفز ليراهن على شعبيته المنحسرة لدى جموع اللبنانيين من خلال التغزل بهم وبتظاهراتهم التي أيقظت ضمائر الوزراء والنواب فجأة وجعلتهم ينوون القيام بإصلاحات عاش الشعب اللبناني ثلاثين عاما لتحقيق 10% منها فإذا بسعد الحريري يستل سيفه من غمده ويخرج للمتظاهرين في خطاب مجلجل عن تغييرات لو حدثت فعلا فستنقل هذا البلد إلى حقبة حديثة من الزمن وستتفوق على نظيراتها في المنطقة، ولكن يعلم الجميع وآمل أن يكون الشعب اللبناني قد وعى لعبة الكراسي المتحركة التي تتوارثها حكوماته المتتالية والتي خرج الحريري بالأمس لممارستها لكنه هذه المرة كان ناعم الجانب ولم يطلب استرضاء شعبه أو العودة إلى بيوتهم كما يفعل عادة الحكام الذين يلقون الغضب الشعبي برمي الوعود والأيمان المغلظة بتنفيذها، آملين أن يؤدي ذلك إلى إعادة الشعب إلى البيوت. بل قدم إصلاحاته الكبيرة وقال للمواطنين إنهم كانوا الشرارة التي أشعلت باب الإصلاحات هذه والتي كان أهمها إلغاء وزارة الإعلام وتقليص رواتب الوزراء والنواب 50% وإغلاق بعض المؤسسات الربحية وحل مسألة الأموال المنهوبة وإتاحة التسهيلات المصرفية لا سيما وأن قطاع المصارف كان أكثر جانب (نهبوي) يعاني منه اللبنانيون، ورفع كفاءة العمل في مجالي الصحة والتعليم وغيرها من وعود لم يكن اللبنانيون ليحلموا بربعها في الأمد القريب فكيف وهذه الوعود جميعها باتت في متناولهم بفضل مصباح سعد الحريري الذي لم يلزمهم بإنهاء ثورتهم بل أمر بفتح الطرقات لاستكمال انتفاضتهم التي نفضت الفساد المعشعش في قلب لبنان منذ عقود، فلم كان على الحريري أن يهادن الشعب بهذه الصورة اللطيفة إن كان يعلم بأن الفساد الحكومي المتأصل في ثنايا حكومات بلاده لا يمكن أن يجتثه كلامه وإن سعى في ذلك سواء عاجلا أم آجلا؟! أم إن مظاهرات لبنان خرجت أصلا على غير عادة المظاهرات فكانت ثورتهم ما بين دبكة ورقصة وأغان وصلت إلى بيبي شارك؟!. عموما شخصيا لا أتمنى للبنان وشعب لبنان سوى الرفاهية التي يستحقونها والجمال الذي يليق بهذا البلد الرائع وسواء غامر الحريري بسمعته التي اكتسبها من والده رحمه الله أو من جماهيريته الشخصية فالإصلاح يجب أن يكون من داخل حكومة لبنان وليس من الشعب الذي عرف كيف يحرج حكومته لكنه لم يعرف كيف يحقق إصلاحات دعا لها الحريري وليس قادرا على تنفيذها بالصورة المطلوبة لا أيها الشعب واصل حراكك فأنت الأقدر على تنفيذ أمورك بالصورة التي تليق بك!. فاصلة أخيرة: لن يصلح الحريري ما أفسدته المحسوبية!. [email protected]