13 سبتمبر 2025
تسجيلأخيراً أعلن الرئيس أردوغان أنه سيكشف الحقيقة كاملة في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- في القنصلية السعودية الكائنة في بلاده وأن جمهورية تركيا فقط من تملك صفة (الحزم) في هذه القضية، في إشارة واضحة لتشدق السعوديين بأن العملية قد تمت في مبنى خاضع للسيادة السعودية، ولذا ليس على أنقرة أن تجد لها دورا رئيسا فيها!، وأشار زعيم الحزم التركي إلى أنه سيقوم بنفسه بإماطة اللثام عن سر قدوم 15 شخصا سعوديا إلى بلاده ولم قبضت الرياض على 18 مواطنا قالت إنهم المتورطون الحقيقيون في هذه العملية في خطوات وصفها بأنها ستكون غير عادية غدا الثلاثاء بإذن الله في اجتماع الكتلة النيابية لحزبه، ولأنه بصفته حاكما للبلاد التي وقعت فيها هذه الجريمة سيبحث عن العدالة في هذه القضية وسيتم تعرية كل الحقائق بأدق تفاصيلها . أنا هنا لست في مقام التأويل لما يعتزم أردوغان كشفه لأنني بت متيقنة أن الرواية السعودية التي تتبدل كل دقيقة بنظام الحذف والإضافة تلقى في المقابل في كل دقيقة تكذيبا صريحا من شخصيات وحكومات ومؤسسات دولية، وأن كل ما تتخبط به الرياض في سرد الأحداث المتناقضة ما هو إلا دليل دامغ على أن خاشقجي قد قُتل بعد استدراج ثم غدر وتقطيع وترحيل لبقاياه، وأن الفاعلين سعوديون مؤتمرون من ولي العهد الذي يحاول الآن تحرير رقبته من دم جمال بتقديم أكباش فداء والتضحية بسمعتهم وبحياتهم لمجرد أن يخرج منها سالما بريئا، وقد يبلغ به الحماس لتصوير نفسه ضحية في كل هذا وأن الجميع استغفلوه بينما كان في جولات دورية لأحياء الرياض الفقيرة يتفقد رعاياه فيأمر لهذا بمال ولذاك بأرض وكفى الله ولي العهد شر بطانته!، لكنني في المقابل أعلم جيدا أن ترامب قد خاف على فتاه المدلل ولذا سارع بالاتصال بأردوغان للاطمئنان على كيفية إظهار هذه الحقائق وماذا يقصد الرئيس التركي بتعريتها أمام العالم وربما كان لاتصال ترامب رغبة ملحة من محمد بن سلمان لتوسط ترامب في تخفيف حدة هذه الحقائق التي توعد أردوغان بطرحها أمام الرأي العام العالمي، فالله وحده يعلم أي حالة يعيشها حاليا (مبس) بعد هذا التهور والحماقة التي لم يحسب لعواقبها أي حساب وعلى ما يبدو أنها ستكلف السعودية ثمنا باهظا جدا لن تنفع أمام تجنب دفعه (أغنية) يصيغها له تركي آل الشيخ أو الدفع بجيش من الذباب الإلكتروني يترأسه المطرود من الحاشية الملكية (دليم) والمتورط أيضا بمقتل خاشقجي !. لنأمل أننا سنطوي ملف قضية مقتل خاشقجي قريبا بالاقتصاص من القتلة والعثور على بقايا جثته ودفنها كما يليق بها ولكن ماذا بعد؟!.. هل علينا كدول جوار خليجية أن نقدم موقفا صريحا من حكومة السعودية فيما لو ثبت أن لمحمد بن سلمان علاقة بهذه الجريمة وأظن أن أردوغان لن يتوانى عن فضح كل ما هو متعلق بمعرفة «مبس» الشخصية بها ؟!. فنحن حتى الآن لم نسجل ردة فعل إزاء هذه الجريمة الشنيعة التي مست حياة إنسان بريء قبل أن يكون إعلاميا وتعتبره السعودية معارضا قويا لسياساتها، ومن المؤسف فعلا هذا الصمت المطبق من القيادات العربية التي واجهته أصوات أعجمية على مستوى قيادات وشخصيات أمريكية وأوروبية تحدثت بصراحة عن سوء استغلال السلطة التي وصلت له الرياض رغم العلاقات الاقتصادية والأمنية والاستخباراتية معها في قضية لم تعد تمس جنسية المقتول ولا هوية القاتل وإنما تمس الإنسانية وحقوقها التي نتشارك بها جميعا، لماذا ظلت حكومات ومؤسسات العرب تقدم رجلا وتؤخر الثانية من تسجيل موقف ما كان ليؤثر على علاقاتها مع الرياض التي تزعم أنها بريئة من دم خاشقجي براءة الذئب من دم يوسف؟!، هل ستنطق الألسنة الخليجية والعربية إذا تم فعلا إدانة محمد بن سلمان رسميا أم إنها ستواصل السكوت تجنبا لما قد يكون من الذي يليه خصوصا وأن الرياض قد اعتادت التلويح بسلاح العمرة والحج لكل من تراه مخالفا لها وكأن الحرمين الشريفين ملك خاص وما شابه؟! . عموما سيتغير الكثير فور إعلان أردوغان ما اختار أن يقوله هو للعالم ولم يكلف وزير الداخلية بالإفصاح عنه أو من يقوم بمقامه ويجب أن يكون التصرف بعدها وفق هذه الحقائق التي ستتعرى أمامنا وليس علينا اليوم سوى أن ندعو الله أن تكون الحقيقة على قدر ما تعرض له خاشقجي من غدر وألم ثم نهاية مهينة لجسده وروحه الطيبة وحتى تلك اللحظة لا صوت يعلو فوق صوت أردوغان! . فاصلة أخيرة: وسيظهر الله الحق ولو بعد حين.. هي ثقة بالله أولاً! . [email protected]