20 أكتوبر 2025

تسجيل

كش ملك

23 أكتوبر 2018

أسفرت الضغوط الدولية وكما توقعنا سابقاً عن اعتراف السعودية بتنفيذ جريمتها "الغبية" باغتيال الصحفي النبيل جمال خاشقجي رحمه الله، وكلنا شاهدنا كيف فسّرت الرياض وبطريقة مثيرة للسخرية ومبنية على الكذب تفاصيلهم المزعومة في اغتيال المغدور به خاشقجي واختلاق رواية المشاجرة مع الـ 15 مجرماً في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول واختفاء جثة المغدور به لحين اكتمال الرواية المزيفة التي يبدو أنهم عجزوا عن إيجاد خاتمة مناسبة تُخرجهم من الورطة التي وضعوا أنفسهم فيها!!. المثير في القضية أن العالم أجمع على أن الشواهد والدلائل تُثبت ضلوع ولي العهد السعودي خلف هذه الجريمة الشنيعة، وأنه لابد أن يتم إيقاف هذه المهازل التي حدثت بسبب تهور وصبيانية ابن سلمان، ولعل من أبرز المنتقدين والناقمين على سياسة السعودية في تعاملها مع هذه القضية الرئيس الأمريكي ترامب الذي قال: إن من الواضح أن السعودية تروّج للأكاذيب والخداع!!. أما السيناتور الأمريكي عن الحزب الجمهوري ليندسي غراهام فقد قال لقناة فوكس نيوز: إن الرواية السعودية غير مقبولة وغير واضحة وأنا لا أصدّق أن 15 سعودياً سافروا إلى تركيا وتوجهوا إلى القنصلية السعودية وقاموا بقتل خاشقجي دون علم وأوامر من السلطات السعودية، وجاء تصريح السيناتور الجمهوري البارز بوب كوركر الأشد هجوماً وحدةً على ولي العهد السعودي واصفاً إياه بأنه ارتكب أخطاءً عديدة منذ توليه منصبه، من بينها حصار قطر واعتقال سعد الحريري ليتجاوز كل هذه الحماقات بقتل خاشقجي، وأكد أنه وبحسب التقارير الاستخباراتية أن ابن سلمان هو من يقف وراء قتل جمال خاشقجي، ودعا كوركر إلى تمكين أعضاء الكونجرس من الاطلاع على التسجيلات التي يملكها الجانب التركي لكي تكتمل لديهم الصورة بشأن هذه القضية. ومع كل هذه الضغوط التي تنهال على النظام السعودي يترقب العالم الليلة خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سيُعلن فيه التفاصيل المتعلقة بهذه الجريمة التي شكّلت تحدياً للسلطات التركية لكشف جميع ملابساتها وإعادة الهيبة للسيادة التركية التي انتهكها "قتلة مارقون" بحسب التشبيه "الترامبي" المتعاطف نوعاً ما مع السعودية ليس من أجل سواد عيونهم ولكن من أجل المواصلة في ابتزازهم حتى آخر رمق!!. أما المثير للاستهجان فيتمثل في خروج وزير الخارجية السعودية عادل الجبير عن صمته المطبق لأكثر من 18 يوماً بعد جريمة القنصلية الذي من المفترض أن يكون من أوائل المصرّحين بملابساتها حتى قبل القنصل العتيبي الذي من الواضح أن لغة جسده فضحته حتى قبل أن يتحدث لوكالة رويترز، المتأتئ الجبير لم يأتِ بجديد فقد امتثل لأوامر "المعازيب" في الرياض، زاعماً أن ولي العهد ابن سلمان لم يكن على علمٍ بمقتل الصحفي جمال خاشقجي!!. ومع الإدانة الدولية التي يبدو أنها تتوسع شيئاً فشيئاً وتزيد معها الضغوط ومحاولة السعودية الخروج من هذا الأزمة بأقل الخسائر بات من الواضح أنه لا سبيل للمملكة من التخلص من مشاكلها التي شوّهت صورتها لدى العالم أجمع إلا بإعفاء من يقف وراء كل أزماتها بدءاً من حربها في اليمن وحصارها لقطر وخسارة علاقاتها مع العديد من الدول المؤثرة في العالم ككندا وتحسين صورتها لدى منظمات حقوق الإنسان الدولية، فلن تعود السعودية كما كانت عليه من قبل إلا بتنحية ابن سلمان وتعيين رجل حكيم رشيد يقضي بما شرعه الله ويبايعه الشعب عليه. فاصلة أخيرة رحم الله المرحوم جمال خاشقجي الذي أصاب كبد الحقيقة عندما وصف كُتّاب وصحفيي وإعلاميي السعودية بالمهرجين في سيرك يمتطون صهوات الكذب والافتراء والتزلف من أجل إرضاء سلطتهم الظالمة.