27 أكتوبر 2025

تسجيل

إطلاق الثقافة المؤسسية من وزارة التعليم

23 أكتوبر 2017

نحن في قطر مثلنا مثل كثير من الدول نفتقر إلى الثقافة المؤسسية في مفهومها الهيكلي، ونادراً ما نسمع مفهوم تطبيق الثقافة المنظمة أو الثقافة المؤسسية داخل مؤسساتنا ، وربما ذلك يعود إلى عدم فهم واستيعاب الدور الهام الذي تلعبه الثقافة المؤسسية في نجاح واستمرارية تطبيق تلك الثقافة المؤسسية التي تعد عاملا أساسيا في اجتذاب المؤسسات لانطلاقة ثقافة تعني في مجملها مجموعة القيم الأساسية والمعتقدات والمبادئ التي تعمل كأساس لنظام إدارة المؤسسة بالإضافة إلى عدد من الممارسات والسلوكيات التي تعزز وتثبت تلك المبادئ الرئيسية . وزارة التعليم والتعليم العالي عندنا استطاعت التميز مؤخرا بإطلاق رؤية ثابتة بإعلانها مشروع تأسيس لثقافة مؤسسية استلهمته من واقع التحول الكبير والنوعي الذي تشهده منظومة التعليم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ، وجعلت من ضمن أهدافها السامية تفعيل مؤسسي حصري في الوسط التربوي والتعليمي المتمثلة في الشفافية والابتكار والتميز والمشاركة والمحاسبية، وضرورة ترجمتها إلى ممارسات إيجابية وإجراءات عمل قابلة للتطبيق والقياس في إدارات وأقسام الوزارة . ما أقدمت عليه وزارة التعليم وهي المنوط بها رسم مستقبل خارطة طريق واضحة لتربية الأجيال على هذا المسار الحضاري الهام يعد حدثا مهما ونقلة موضوعية في مسار التعليم ، وانطلاقة جديرة بالاهتمام في طريق تنفيذ الخطة الإستراتيجية لوزارة التعليم للفترة 2017 / 2022 حول الثقافة المؤسسية باعتبارها مشروعا واعدا أعده فريق من الخبراء بالوزارة، بعد دراسة متعمقة للوضع الراهن . في كلمته أمام الملتقى السنوي الأول لموظفي وزارة التعليم والتعليم العالي يوم الأحد قبل الماضي قال وزيرها الطموح الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي إن تدشين مشروع الثقافة المؤسسية بما يشمله من أهداف وقيم وممارسات ومفاهيم وطرق تفكير مشتركة بين موظفي وموظفات الوزارة يأتي مواكبا لدعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الدائمة بتطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والإعلامية ومصادر قوتنا الناعمة. تبسيطا للمفهوم العام للثقافة المؤسسية التي اضطلعت به وزارة التعليم فإننا نرى أن هذا المفهوم ينطبق على كل المؤسسات التي تسعى لخلق علاقة خلاقة بين إداراتها وموظفيها، أي عندما يَرى موظفو الإدارة أنهم جزء من ثقافة مؤسستهم، عندها سوف يَحرصون على المساهمة بشكل فعّال في نجاحها ، لذا فالاتجاه المطلوب هو مساهمة الثقافة التنظيميّة في توجيه الموظفين من أجل تنفيذ مهامهم، ممّا يساهم في أن يفهم كلّ موظف مسؤولياته وأدواره في العمل. هذا المفهوم ببساطته هو لب الخلل الذي تعاني منه مؤسساتنا التعليمية أو أي مؤسسات خدمية أخرى والتي يتحتم التطور الجاري إلى فتح قنوات ومسارات جديدة لتطوير الأداء الوظيفي لدى منتسبيها ، وإن صح التوجه وبدأت آلية العمل في وزارة التعليم تأخذ مسارها الصحيح فإننا سنضمن جيلا مرتبطا ببيئته حريصا على تطوير بلاده كونها وزارة معنية ببناء الأجيال، والمعول عليها بناء حاضر ومستقبل قطر . الثقافة المؤسسية التي أعلنتها وزارة التعليم لمستقبل أجيالنا سيتضح آثارها الايجابية على أداء إداراتها المتنوعة والتي تهدف إلى ترسيخ مبادئ وقيم الوزارة، وشحذ همم الموظفين لتحقيق الإنجاز والتميز من خلال مشاركتهم في ترجمة الأولويات والتوجهات المهنية على أرض الواقع ، فالجديد في الثقافة المؤسسية أنها تتبلور بخطى راسخة على قيم مؤسسية وحواضن إبداعية . وزارة التعليم لها التحية في هذا الانجاز وعلينا أن نكون قدوة في إنجاز الأعمال والمهام بالسرعة والدقة والكفاءة المطلوبة . وسلامتكم