31 أكتوبر 2025
تسجيلنود التركيز في هذه المقالة على كيفية قراءة الصهاينة لانتفاضة شعبنا الحالية، ومقاومته الباسلة والمستمرة حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني من الرجس اليهودي الصهيوني، وردود أفعالهم عليها، وما أحدثته في قلوبهم من هلع، وما أحقته بهم من ورطة حقيقية.. بات معظم محلليهم يقرون بها وبانتشارها في شارعهم بكل مستوطنيه، قدماءهم وحدثاءهم، وفي ذلك إقرار ضمني باضمحلال كيانهم، إن آجلا أو عاجلا.أقّر المُحلل في الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، أمير أورن (المعروف بصلاته الوثيقة بالأجهزة الأمنية الصهيونية)، بأنّ استعداد ثلاثة، أو أربعة أو خمسة فلسطينيين في اليوم للهجوم على الإسرائيليين وبأياديهم السكاكين المرفوعة، مع علمهم التّام بأنّ احتمالات موتهم مُرتفعة جدًا، أدّى إلى تغيير الواقع الإسرائيلي بشكلٍ أساسيٍّ. ويتابع قائلا: إنّ هذه الظاهرة زرعت حالة من الكآبة والهلع في الشوارع وفي الحافلات العامّة، وألزمت قوّات الشرطة الإسرائيليّة والجيش بتعزيز عناصرهما بشكلٍ كبيرٍ في قلب المدن "الإسرائيليّة"، وفي المُستوطنات الإسرائيليّة الواقعة على خطوط التّماس.ويضيف: رغم وجود قواتٍ كبيرةٍ من الشرطة والجيش، التي تمكّنت من إحباط عددٍ كبيرٍ من العمليات الفدائيّة، وتحديدًا الطعن، لم تردع الشباب الفلسطينيّ، مُشددًا على أنّ العامل الأساسي هو استعداد الكثير من الفلسطينيين لأنْ يُخاطروا بأنفسهم ويموتوا.هذا الأمر، يضيف معلق آخر (آري هارئيل)، هو الذي أحدث التغيير المفصليّ في الأسابيع الأخيرة، على حدّ قوله، ويستطرد أورون قائلا: إنّ تقدير الأجهزة الأمنيّة في تل أبيب، في نهاية الأسبوع الماضي، كان يؤكّد أنّ عمليات الطعن ستستمّر.حالة الهلع في الشارع الإسرائيلي، وتشجيع سرعة الضغط على الزناد باتت تأتي بنتائج لم يردها الكيان، ففي عملية بئر السبع، التي وقعت في محطة الحافلات المركزية، أطلق الجنود النار على لاجئ يهودي من إريتريا، لكونه أسمر اللون، رغم أنه كان في حال هرب مع باقي الإسرائيليين، وأصيب بإصابات بالغة، ليهجم عليه المتواجدون وينهالوا عليه بالضرب المبرح حتى الموت، وأدت هذه العملية بالذات إلى أن يتراجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو (الإثنين 19 أكتوبر الحالي)، عن تصريحات سابقة دعم فيها الإعدامات الميدانية، وطالب في كلمة له أمام كتلة الليكود البرلمانية، بأن "لا يأخذ المواطنون القانون بأيديهم"،وإن كان هذا لاجئا أجنبيا، فإن ما حصل في مدينة "بات يام" في نهاية الأسبوع الماضي، كان "أشد خطورة" من ناحية الكيان، فقد نشب شجار بين يهوديين وأحدهما حمل سكينا، فأطلقت الشرطة النار عليه وأردته قتيلا، وقالت عائلة القتيل إن الشرطة أطلقت النار عليه بدافع القتل.وتقول الكثير من التقارير الإسرائيلية: إن اليهود الشرقيين، وذوي السحنة السمراء، كأولئك المهاجرين من جمهوريات سوفييتية سابقة، باتوا يتخوفون على أنفسهم، وأن اليهودي اليمني الذي ظهر في شبكات التواصل الاجتماعي يرتدي بلوزة كتب عليها باللغة العبرية: "اهدأوا فأنا يهودي يمني"، لم يعد وحيدا، واستنادا لما تقوله "جمعية حقوق المواطن" الإسرائيلية، فإن اليهود ذوي البشرة السمراء، سيكونون أيضا عرضة للقانون العنصري الجديد، الذي بدأ الكنيست في تشريعه هذا الأسبوع، ويجيز لعناصر الشرطة والجنود، بتفتيش أي شخص في الشارع، دون أن يكون هناك حاجز، للاشتباه به بأنه ينوي تنفيذ عملية، وهو قانون يستهدف الفلسطينيين.من ناحية ثانية دعا رئيس حزب "يوجد مستقبل" الصهيوني البشع والحاقد يائير لبيد إلى تنفيذ الإعدامات الميدانية ضد الفلسطينيين، في الوقت الذي لا يمر فيه يوم إلا ويستشهد فيه فلسطيني، أو يصاب بإصابات خطيرة جدا في الشارع، ثم تختلق له المؤسسة الفاشية الصهيونية، ذرائع مثل "محاولته طعن يهودي بالسكين"، وتنجح في كثير من الأحيان الشرائط التي تنشر كشف زيف هذه المزاعم.ودعا العنصري لبيد الإسرائيليين إلى حمل السلاح وإطلاق النار على كل من "يحاول تنفيذ عملية"، وقال: "إن كل من يسحب سكينا أو مفكا، يجب إطلاق النار عليه بهدف قتله، وعلى الدولة أن تمنح الفاعل غطاء قضائيا كاملا".وانضم قادة المعارضة الإسرائيلية من حزبي "العمل" و"يوجد مستقبل" في الأيام الأخيرة إلى جوقة التحريض اليمينية الدموية، التي يقودها نتنياهو، إذ طالب رئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوج، بفرض إغلاق كامل على الضفة، "إلى حين تهدأ الأوضاع ".بربكم.. أيوجد يمين ويسار في الشارع الصهيوني؟ أيمكن التعايش مع هؤلاء، الذين تخجل الوحوش الكاسرة من جرائمهم؟ أرأيتم تأثير سكاكيننا على تجمعهم الزائل حتما؟.