17 سبتمبر 2025

تسجيل

أكثر ثلاث كلمات تداولاً!

23 أكتوبر 2014

ماهي الكلمات الثلاث الأكثر تداولاً..عالمياً وإقليمياً ومحلياً؟ في رأيي المتواضع، عالمياً هي كلمة (الحرية)، فباسم الحرية أرقيت الدماء وانهدت أسر وقيم وتفككت المجتمعات، حتى أصبحت مادة استهلاكية أكثر منها إنسانية وحضارية. أما إقليمياً، فلا أعتقد أن هناك كلمة أكثر تداولا من (السلام)! فباسم السلام تم تدمير الشرق الأوسط بدوله وناسه وانتشرت الفتنة فيها كالنار في الهشيم، فساد الهرج والمرج وحل الدمار وأبيحت الأعراض وأصبحنا نعيش في ذعر وخراب ودمار ودماء. أما محليا، فأكثر الكلمات استهلاكا هي كلمة (قيادة)ّ! نعم قيادة، فمنذ أن كان شعري أسود وحتى قال الدهر كلمته وغزاه الشيب، لا نزال ندور حول الكلمة..ولازلنا ننتظر أثر كل تلك الجهود .. فأين هي تلك القيادات بعد كل تلك السنين والدورات والبرامج؟ فهل لدينا قيادات أم أشخاصا يأدون دور القيادة؟ وأرجو أن يحظى كلامي هذا باهتمام معالي رئيس مجلس الوزراء الذي كتبت فيه مقالا عنونته بـ (انتبهوا .. هذا الرجل يبني حضارة)، وها هو الآن حفظه الله على رأس الحكومة وصدق حدسي فيه ولله الحمد. نحن القطريين أصبحنا في أرضنا ثلة ومطلوب منا التماشي مع أهداف واستراتيجيات الدولة الشابة التي تعتريها الرغبة في التوسع والنمو، وعلى القطريين العمل ومواكبة طموح الدولة مع قلة عددهم! وعليه ولتسير طموح الدولة كما يجب لا بد من تأسيس وتأهيل الكوادر الوطنية للمناصب القيادية في مختلف المؤسسات، ولن يتم ذلك فقط عن طريق البرامج والدورات والجوائز والتكريم، وإن كانت مهمة، ولكن الأهم هو الممارسة والتجربة في الميدان، وهذا هو الأصعب والأهم، فهل النظام المعمول به، خاصة في الأجهزة الحكومية يساعد على ذلك؟. إن تأسيس القائد الحقيقي يأتي من خلال الأدوار والصلاحيات الممنوحة والرأي المسموع، فهل يحدث ذلك أم أن الأمر متروك لرؤساء العمل وأهوائهم ونفسياتهم ومستوياتهم؟. لا أكتب هذا من فراغ، ولكن بعد خبرة دامت أكثر من 25 عاما ولازلت أبحث عن مفهوم القيادة وطبيعتها؟ إذا أردنا خدمة بلادنا والوصول إلى مفهوم القيادة الحقيقية في المناصب، وليس الشكلية، وجب على الحكومة التوجيه - ونحن دولة أبحاث - إلى عمل استبيان علمي مدروس يقيس واقعية القيادة والقياديين ومدى رضاهم عن أنفسهم ودورهم ووضعهم في جو أصبح فيه الكثير ينهي تقريره بـ (ونترك القرار لكم) بدون توصيات أو اقتراحات، خوفا من الخطأ أو من رئيسه، في حين يسمي نفسه قائدا؟ هذا إذا أردنا بالفعل أن نقود لنهضة قطر ومستقبلها. فالقيادة علم وقرار وموقف وصلاحيات مبنية على الخبرة والثقة وتحمل المسؤوليات، وليس مكاتب وراءها ديكورات تسمى قيادات، وهي أعجاز نخل خاوية!. فهل بدأنا صفحة جديدة لتطبيق معنى كلمة قيادة وقائد بما تحمله من معاني؟.