15 سبتمبر 2025

تسجيل

"البلا.. منّا وفينا" يا إدارة التطوير الإعلامي

23 أكتوبر 2013

كثّفت إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام في الفترة الماضية من حملاتها الإعلانية لاستقطاب أكبر عددٍ ممكن من القطريين خريجي كليات وأقسام الإعلام والصحافة للعمل على كادر المؤسسة وتفريغهم بشكل كامل في الصحف المحلية وذلك وفقاً للأهداف التي ترمي إليها في تطوير علاقات فاعلة مع المؤسسات الصحفية المحلية بهدف تشجيع القطريين للعمل في المجال الصحفي والعمل على ضمان إيجاد أفضل الوسائل للارتقاء بمهنة الصحافة وتطوير أداء العمل الصحفي وإيماناً منهم بضرورة أن تكون الغالبية العظمى من العاملين في بلاطها من الشباب القطري الطموح الذي سيكون حريصاً بلا شك على حمل هذه الأمانة التي وضعها الوطن على كاهله. مشروع استقطاب الشباب القطري للعمل في الصحف المحلية بحد ذاته مشروع طموح والكل يسعى لتحقيقه دولة ومؤسسات ومجتمعا، إلا أننا ومن خلال متابعتنا للجهود الجبارة التي تقوم بها إدارة التطوير الإعلامي وعلى رأسها سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن جاسم آل ثاني مدير الإدارة الذي قدم دعماً لا محدوداً في سبيل استقطاب الخريجين القطريين وتشجيعهم بتقديم الحوافز لهم للانخراط في العمل الصحفي ووضع بصمتهم وهويتهم الوطنية على شكل ومضمون الصحافة المحلية بامتياز، ومع ما نراه من إيجابيات لما يقوم به من هم في أعلى السلطة من تشجيع إلا أننا لا نرى أي نتيجة تُذكر على أرض الواقع وما زالت وللأسف صحفنا المحلية تشهد عزوفاً هو الأكبر في حجمه مقارنة بالصحف الخليجية الأخرى. ومن هنا يجب أن نعترف بأن هناك مشاكل ما زالت تعترض طريق استقطاب الكوادر الوطنية للعمل في المجال الصحفي وما دامت هذه المشاكل موجودة ففي اعتقادي أن الوضع لن يتغير كثيرا في مقدم الأيام!! ومن وجهة نظري المتواضعة ومن خلال عملي في الصحافة في الفترة السابقة وأيضاً من خلال تجارب زملاء لي عملوا أيضاً في بلاط صاحبة الجلالة نتفق جميعاً بأن "أم المشاكل" تتمحور فيمن يتولون المسئولية في بعض صحفنا المحلية وليس "الكل" كرؤساء التحرير أو نائبيهم أو رؤساء الأقسام وللأسف قد تكون الغالبية منهم من القطريين الذين كان من المفترض أن تقتضي أمانتهم المهنية وحسهم الوطني أن يدعموا أي كفاءةٍ قطرية تنضم إليهم لأنها في نهاية المقام ستُحسبُ لهم لا عليهم، ولكن يبدو أن العقليات المريضة ما زالت موجودة في صحافتنا وعلى أعلى مستوى للأسف!! الشعارات التي يضعها من يدّعون أنهم يدعمون تواجد العنصر القطري في صحفهم ما هي إلا أكاذيب روجوها وسوّقوا لها جيداً وهم في داخلهم أعداء ألداء لأي شاب قطري طموح لديه مواهب وإبداعات وطاقات كامنة يريد أن يحققها في صحافتنا المحلية، ولا نلوم هذا الشاب وغيره عندما يبحثون عن فرص عملٍ أخرى طالما أنهم يرون العقبات تقف في طريقهم عند البدء في عملهم الصحفي وسط عروض وظيفية وإغراءات هائلة من قبل مؤسسات وجهات أخرى غير إعلامية وبمجهود أقل وفي بيئة صحية خالية من الحسد والحقد والعراقيل!! إذن فلا قيمة لأي إغراءات أو حوافز تقدمها إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام لأي شاب قطري أو شابة قطرية مادامت المشكلة تكمن في بعض من يديرون مؤسساتنا الصحفية وأساليبهم " التطفيشية " المتنوعة لأي كفاءةٍ قطرية تنضم إليهم!! والحل في وجهة نظري هو وضع آلية ناجعة لمتابعة أي عنصر قطري يلتحق بأي مؤسسة صحفية وتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترضه وإلزام من تقع عليه المسئولية في الصحافة بضمان استمراريته وتقديم كامل الدعم له، وإن لم يحدث هذا الأمر وتكرر تجاهل هذا المسئول لمهامه المطلوبة تجاه هذا العنصر فيجب محاسبته من قبل المؤسسة القطرية للإعلام حتى وإن لزم الأمر يتم إعفاؤه من عمله، حينها سنضمن حرص أي مسئول على تذليل كل الصعوبات التي قد تعترض كل من لديه رغبه في الانخراط بالعمل في صحافتنا المحلية. فاصلة أخيرة من يعشق الصحافة ويحلم أن يكون صحفياً مرموقاً عليه أن يتيقن أن بداية النجاح تبدأ من أول معضلة يتمكن من تجاوزها فهذه هي طبيعة مهنة المتاعب!