13 سبتمبر 2025
تسجيل* تابعنا جميعا الحملات الانتخابية وبعض الندوات، والتواجد المكثف إعلاميا وفي وسائل التواصل الاجتماعي.. تحليل أداء المرشحين في عرض برامجهم الانتخابية كان مجال اهتمامي وتركيزي، فمنذ اليوم الأول من الإعلان عن الحملات الانتخابية كان قلة قليلة من هم متمكنون ويملكون الأدوات التي تؤهلهم لخوض هذه التجربة الأولى، أدوات تستند على خبرة مهنية، وخبرة تخصصية، وخبرة حياتية، وخبرة ثقافية دستورية ومعرفة بدور مجلس الشورى من أين يبدأ وإلى أين ينتهي.. تمكنوا من تقديم برامجهم بلغة جسد مدروسة وواثقة وتوظيفها في مكان التعريف سواء على شاشة التلفاز أو في صورهم الإعلامية للحملة أو في صورهم في الندوات.. وحتى نبرة الصوت بالإذاعة أو على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. * عندما تكون المنافسة في مثل مستوى مجلس الشورى؛ يجب أن يكون المنافسون على أعلى درجات المنافسة؛ والتي تبدأ من القدرات النفسية والروحية والعقلية "سمات الشخصية" والعلمية والعملية، و تملك آلية عمل مجلس الشورى وقراءة الدستور والقوانين، وتكون بذلك تستند على خلفية قوية وصلبة تستطيع من خلاله ممارسة دورها التشريعي في مجلس الشورى في حال فوزها. * كان من المهم استخارة المرشح الله سبحانه وتعالى في فكرة قرار ترشحه، ليس عيبا ولا يقلل من شخصة بقدر وأهمية سؤال الله سبحانه وتعالى بالإقدام على هذه الخطوة من الترشح أو التوقف عنها، وليس عيبا وتقليلا من شخصيته ومكانته إن بحث عن العقول الحكيمة والأمينة والمخلصة في استشارتهم قبل إقدامه ونيه الترشح، الخيرة فيما يختاره الله، وصدق المشورة ممن حوله بدلا من أن يضع شخصيته وخبرته وقدراته في مكان لا يناسبه. * هناك من كانوا ضعافا ودون المستوى في عرضهم وفي برامجهم الانتخابية، فوصول مثل هذا المرشح المدعوم من قبيلته وعائلته ودائرته لمجلس الشورى في دور تشريعي يساهم خلاله في دراسة القوانين وتشريعها وفي الرقابة على السلطة التنفيذية؛ وجوده يضيع فرصة لمن هو أجدر أن يخدم المواطن ومصلحته، وهذا ما نجده للأسف في مناصب يتولى فيها الضعيف أمور الناس وتكون النتيجة ضياع الحقوق، وإهدار المال العام، وسيادة الفساد، وغياب العدالة! * مع متابعتي للمرشحين تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم في نهي أبي ذر الغفاري عن تولي الإمارة، حين قال له: “يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الأمانة عليه فيها". وقوله أيضا، صلى الله عليه وسلم: “يا أبا ذر: إني أراك ضعيفًا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم". خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر بمعرفة قصة إسلامه وإعلانه عن ذلك في مكة رغم طلب الرسول صلى الله عليه وسلم له أن يكتم إسلامه، وما تعرض له من ضرب قريش. * لقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم في شخصية أبي ذر صفة أو سمة ما في شخصيته لا تكون مناسبة في تولي إمارة الناس، بل خصال قد تكون مهمة في شخصية القائد مثل قوة الرأي والحجة، وحسن سياسة الناس، وضبط النفس ورجاحة العقل، وإعطاء الناس حقوقهم. * آخر جرة قلم: ينسى المرشحون معنى الأمانة والمسؤولية وحقوق الرعية، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته في موقعه. يأتي يوم الصمت الانتخابي الموافق الأول من أكتوبر والذي فيه سيتوقف فيه المرشحون عن الدعاية الانتخابية لحملاتهم. وإلى ذلك اليوم على الناخب ألا يتأثر برأي غيره انطلاقا من مبدأ "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفه!" أو اختيار قائم على التبعية والتقليد للمقربين! صوت الناخب أمانة لك وللأجيال القادمة.. ومقعد الشورى المنتخب أمانة ومهمة وفرصة لاختيار الأجدر للوطن وللمواطن وللمستقبل. [email protected] @salwaalmulla