12 سبتمبر 2025
تسجيلكعادة سموه في هذا المحفل، وقف الزعيم المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شامخا وثابتا يعلن عن وجوده قائدا وممثلا عن دولة قطر على منصة قاعة الجلسة الافتتاحية للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في ولاية نيويورك، العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، ويبتدر خطابه التاريخي الذي اعتاد أن يلقيه في دورات السنوات الأخيرة للجمعية العامة الأممية بقضايا العرب المصيرية التي لطالما مثلت هاجسا لدى سموه، مضمنا إياها جميع خطاباته على مختلف المناسبات الدولية والإقليمية التي يحضرها كقائد خليجي وعربي مسلم مهتم بإيجاد حلول عاجلة لمثل هذه القضايا التي استمرت منذ عقود متتالية دون حلول جذرية لها للأسف. فلسطين الغائبة عن ساحة الاهتمام العالمية كانت الحاضرة الأولى والتي تقدمت سطور خطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، التاريخي ومعربا بأنها الدولة التي تعد الوحيدة في العالم التي لا تزال تحت احتلال واضح وصريح وصارخ من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يبحث عن اعتراف خليجي وعربي وإسلامي له كدولة، ولكنه يتغاضى عن أنه سوف يبقى في النهاية دولة احتلال رغم اعتراف الكثير من الدول، ومنها دول عربية، بها ولن يغير هذا الاعتراف شيئا من الحقيقة التي أوضحها سمو أمير دولة قطر في خطابه التاريخي يوم الثلاثاء الماضي بأن دولة فلسطين مهضومة الحق الإنساني والسياسي والاقتصادي، لا سيما قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 دون تحرك دولي ملحوظ لفك أزمة الحصار التي يتعرض لها القطاع، ناهيكم عن كمية غارات العدوان الإسرائيلي على شعب غزة وسقوط قتلى وجرحى وأبنية ومنازل ومصادرة، مثلها في كل مرة يقع العدوان، ولا يملك أحد سوى الدعوة الهزيلة للتهدئة وكأن الأمور تحل بهذا، داعيا سموه بالتحرك الفوري والعاجل لإنهاء هذا الاحتلال وقيام دولة فلسطينية تعود بحدودها لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما نصت القرارات الأممية لمجلس الأمن. سوريا أيضا لم تختفِ من خطاب الزعيم القطري وأراد سموه أن يجعلها مقاربة للوضع الفلسطيني في طول أمد الأزمة السورية وشدتها وقسوتها على الشعب السوري، الذي يحاصر أيضا في بعض محافظاته ومدنه خارج عاصمة البلاد دمشق، ويتعرض لأشد الغارات والهجوم عليه بأسلحة وقنابل محرمة دوليا وبأشد المناظر فتكاً بالصغار والكبار منه، ومع هذا يقف كل هذا العالم بجبروته وقدراته وترساناته ودبلوماسيته على الوقوف على الحياد، وكأن الأمر فعلا يحتمل الحياد لا الانحياز لمصلحة حياة وكرامة واستقرار هذا الشعب المغلوب على أمره. لم ينتظر سمو الأمير طويلا حتى أعاد للعالم كلماته الدائمة بأن لأزمة اليمن حلا واحدا لا ثاني له، وهو جمع فرقاء اليمن على طاولة حوار واحدة برعاية وساطة نزيهة يمكنها أن تحيل نتائج هذا الحوار الهادف إلى ما يمكنه فعلا أن ينهي مأساة هذا البلد المتضخم سكانيا والفقير جدا في استخراج واستثمار موارده الغني بها بما يعود لمصلحة هذا الشعب الذي عرف الشتات وهو في وطنه، وشعر بالفقر رغم خصوبة أرضه، والتهم المرض رئتيه رغم نقاوة جوه، وأن المأساة الحقيقية التي يعيشها هذا البلد لم تكن الحرب إحدى حلولها التي افترضها البعض، بل ضاعفت الحرب من مأساته وعمقت جروحه الغائرة. ولذا كانت اليمن تستحق أن يتضمنها خطاب تميم المجد لأنه كرئيس خليجي وعربي مسلم كان يمكنه بكل سهولة أن يطبع ويهادن ويقيم مصالح بلاده ويجعلها في مقدمة أولوياته، ولكنه فضل كالعادة أن يحمل شرفا لا يمكن أن يكون إلا لرئيس دولة اعتادت أن تكون حمامة سلام بين المتخاصمين وتمسك عصا الحلول من المنتصف وتحقق سلاما دائما بتعاون الجميع معها، ولذا لا تخبروني عن جهود قطر في هذا، ولكن أخبروني أنتم ماذا فعلتم لتساعدوا الدوحة في إتمام مهمتها للسلام!. [email protected] @ebtesam777