19 سبتمبر 2025

تسجيل

كروان "الثميد" وحبارى "قطر مول"

23 سبتمبر 2020

الصقارة وهي "فن تدريب الطير على الصيد" في دم كل قطري ولدَ على هذه الأرض، وتربى بين وديانها وسهولها ومساطيحها، وتُعد من المهارات الرجولية، وتصل إلى حد أن تكون مهنة في ذلك الزمن الذي مضى، الكل تقريباً حيث نشأت كان يمتلك صقراً ويدرب أولاده على حمله وتدريبه وتربيته والصيد به، ومن يحظى بصقارة طير الشيخ يكون قد بلغ درجة عالية في سلم هذه المهنة. قيم البر والصحراء كانت مترسخة في أذهان النشء، لذلك كانت هواياتهم مرتبطة بهذه القيم الرجولية لما تحمله من معنى، ينشغل الصقار دائماً بتوفير "فريس" للطير بشكل يومي، لم تكن هناك مشكلة، فأنواع الطيور وأشكالها كانت في مثل أعداد الناس في ذلك الزمان، كانت زروع الريان تمتلئ بأشكال شتى من أنواع الطيور وغيرها من مناطق قطر، حتى في مناطق الدوحة ذاتها، أذكر أن منطقة النعيجة من مناطق تواجد الطيور واصطيادها. كانت البيئة أكثر ثراءً روحيا منها الآن، حيث أصبحت أكثر ثراء إسمنتياً واختفت الروح سواء كانت بشراً أو طيراً. منطقة الوجبة كانت منطقة قنص مفضلة وما حولها من رياض الرفاع، لم أشهد تلك المرحلة، لكن والدي - رحمه الله - حدثني عنها، وعما كانوا يصطادون فيها وفي حولها من حبارى وكراوين «جمع كروان»، مناطق السيج، حيث مول قطر اليوم والثميد وما جاورها كانت مناطق صيد حتى أواخر الستينيات وما بعد قليلاً. في أيام العطل كنا نسلك طريق "برنيوش" من الريان إلى أم القهاب، وسمي بهذا الاسم تشبيها بأكلة البرنيوش المشهورة عند أهل قطر، حيث العيش الأحمر والسمك، لأن تربته وحصاه تميلان إلى الاحمرار، أم القهاب روضة كبيرة بها آبار مياه ينزلها الشيوخ شتاءً أحياناً. أذكر أشهر طير امتلكناه يُدعى "عدوان" وهو حر وقد أبلى بلاء حسناً في الصيد، وكم كنت حزيناً في ذات يوم حين وجدته ميتاً خنقاً كما يبدو وآثار الحية "الأفعى" تملأ المكان من حوله. [email protected]