12 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورة قد تأتي بالثروة! وما أشبه اليوم بالبارحة!

23 سبتمبر 2020

والبارحة هذا يعود إلى شهر يناير من عام 2011 حينما بدأ المصريون بلملمة جراحهم وعد أوجاعهم ليعلنوها ثورة لا هوادة فيها ولا هدوء، حتى اتفق مشرقهم ومغربهم وشمالهم وجنوبهم على مطلب واحد وهو: (الشعب يريد إسقاط النظام)، والذي كان يمثله آنذاك الراحل حسني مبارك الذي خضع بعدها لسلسلة محاكمات (هزلية) انتهت ببراءته فيما كان هو شخصياً مقيماً بصورة دائمة في المستشفى العسكري، ويقوم على خدمته العشرات من الطواقم الطبية المتخصصة، ويحضر إلى المحكمة ممداً على سرير طبي وهو يلوك علكة لربما كانت طبية أيضا ويتابع فصول محاكمته بكثير من اللامبالاة حتى وصل الحكم بالبراءة فغادر المستشفى والحياة بعدها ليحظى بجنازة رسمية تقديراً على جهوده وتاريخه الذي أمضاه في تغليب جروح المصريين على تطبيبهم ومضاعفة أوجاعهم لا تبديدها. واليوم تمضي مصر على نفس الرتم ولكن بعد سبع سنوات من القهر الذي لم يعرف المصريون مثله إلا في عهد الانقلابي عبدالفتاح السيسي، الذي أخذ الحكم على جماجم آلاف المصريين الذين رابطوا في ميداني رابعة والنهضة عقب انقلابه الغادر على الرئيس المنتخب شرعياً وتشريعياً الراحل الدكتور محمد مرسي رحمه الله ليباغتهم السيسي بمدرعاته وجرافاته العسكرية ورصاصه الحي ويعلن نفسه رئيساً يقسم بأغلظ الأيمان أنه لا يريد حكم المحروسة ولا يطمع فيه، وإن كل ما فعله هو لأجل شعبه الذي أجبره على أن يكون رئيساً حسب مزاعمه، ومتى ما أراد الشعب تنحيته فإنه سيرحل وسيترك الكرسي شاغراً لمن هو أكفأ منه وبانتخابات حرة. لكن السيسي لا يعترف اليوم بنفس الشعب الذي يتحرك ويجول الشوارع ويقول له ارحل ولا يعترف بأنه لربما يكون مقبلاً على ثورة ستكون آخر الحلول الصعبة التي لجأ لها الشعب المصري ليفهم الرئيس أن القهر قد وصل ذروته، والفقر قد بلغ قمته، وأن الوجع الذي حرك ملايين المصريين ليجتمعوا في يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 ليجبروا مبارك على التنحية يشعرون بأضعافه في عهده، وأنهم بالتأكيد لن ينتظروا ثلاثين عاماً كما فعلوا مع مبارك ليقوموا بثورة تمثل لهم ثروة الحرية التي يحلمون بها ولم ينالوها للأسف حتى الآن رغم وعود السيسي الحلزونية التي تسري على لسانه الناعم الذي يخدع به المغيبين والطبالين والإعلام الراقص الخاص به، لكنه بلا شك لا يمكن أن يخدع به المواطن المصري الغلبان المشغول كيف يوفر لقمته وكيف يسد رمق عائلته وسط غلاء فاحش وأسعار ترتفع كل يوم وضرائب تتضاعف والعذر في كل مرة استحملوا لأجل بلدكم الذي استقبل مليارات من الخليج لا سيما من الدول التي ساندت الانقلاب وكان من مصلحتها أن يستمر السيسي في حكمه، ومع هذا تحولت مصر إلى بلد فقير مادياً وتابع أمين لهذه الدول التي لم تسهم بلا شك في ضخ كل هذه المليارات للسيسي لو لم يخدمهم بشكل ما في مصالحهم، لكن شعب مصر اليوم والذي لم يستفد بجنيه واحد من هذه الأموال الخليجية التي دخلت جيوب السيسي قد نفد صبره ولم يعد يهمه أن يزج به في السجون الممتلئة على آخرها بآلاف المعتقلين قسراً وظلماً. ولذا إن سألتم هل تؤيدين ثورة أخرى في مصر فأنا ضد الظلم الذي حرم ملايين المصريين من أن يعيشوا في رغد من العيش وهو أحق بما يملك من ثروة يمكن فعلا أن تأتي من ثورة ولكني أشفق على دماء المصريين من أن يسفكها من لا يخاف الله فيهم ثم يتهم أصحابها بالخيانة ضد الوطن والتحريض ضده فلا ينجحون في ثورتهم ولا يلقون ثروتهم!. حفظ الله مصر والمصريين. @[email protected] @ebtesam777