07 أكتوبر 2025
تسجيلقد تلاحظ أن قلوب الناس أصبحت أكثر جفاءً في عصرنا هذا، لدرجة أصبح من الطبيعي عند بعض المجتمعات أن تجد مريضاً أو شيخاً كبيراً ملقى على قارعة الطريق، ولا يجد من يلتفت إليه، أو يقفون بجانب حادث مروري مروع، لا لمساعدة المصابين، بل للتصوير والنشر!. أظهرت دراسة أجرتها جامعة ميتشيغان على ١٤ ألف طالب على مدى ٣٠ عاماً بين ١٩٧٩ و٢٠٠٩، أن نسبة التعاطف قلّت بنسبة ٤٠٪ بين طلاب الثمانينيات والتسعينيات من جهة، وبين طلاب الألفية من جهة أخرى. يعزو بعض الباحثين أسباب ذلك لزيادة التعرض للأفلام وألعاب الفيديو التي تروج للعنف، بالإضافة للإنترنت الذي غيّر مفهوم الصداقة، فأصبحت الصداقة تبنى بسرعة من خلال الفضاء الافتراضي، وكذلك تقطع بأسرع من ذلك من خلال قرار "البلوك"، والذي أدى لإضعاف قدرة الناس على تقبل وتفهم آراء ومشاكل الآخرين، هذا بالإضافة لزيادة المشاكل والتحديات اليومية، فيكون الطالب مشغولاً بمشاكله وليس لديه الوقت أو حتى الطاقة الكافية للاستماع للآخرين والتعاطف معهم، وقد نتج عن فقد التعاطف مع الآخرين زيادة الشعور بالإحباط واليأس والأنانية والنرجسية. قامت الدنمارك - المصنفة كأحد أسعد دول العالم - بتجربة فريدة بإضافة "حصة تعاطف" لطلاب المدارس، وهي حصة أسبوعية يجتمع فيها الطلاب والمعلم، وفي كل مرة يتحدث شخص عن مشكلة يعاني منها، ويُطلب من الآخرين الاستماع للمشكلة وفهمها من وجهة نظر المتحدث، واقتراح الحلول المناسبة، أو على الأقل تقديم المواساة للشخص، وكانت النتيجة مبهرة، فقد أصبحت العلاقات بين الطلاب أكثر قوة وعمقاً، وقل التنمر بينهم، وزادت ثقة الطلاب بأنفسهم وأصبحت شخصياتهم وحالتهم النفسية أكثر استقراراً. من المجدي والمهم أن نبدأ بتعلم وتعليم التعاطف، ونجعله جزءاً من حياتنا، ولنبدأ من المنزل. Twitter: @khalid606