14 سبتمبر 2025
تسجيلمتى ستنتهي عاصفة الحزم في اليمن ؟! ربما يكون هذا السؤال هو أكبر سؤال يواجه التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات منذ أكثر من ثلاث سنوات ( عجاف ) لم تؤت أُكلها كما حلمت الرياض وأبوظبي وروجتا له منذ انطلاق أولى هجماتهما الصاروخية في فجر يوم الخامس عشر من مارس عام 2015 على مقار الحوثيين وقبل أن تحيد هذه العاصفة عن أهدافها وتصل لقتل الأبرياء المدنيين وتكون السبب الأول بحسب تقارير أممية لتفشي الأوبئة والأمراض وتسجل المجاعة في ( اليمن ) كأعظم كارثة إنسانية تحل في العالم !. الرياض اليوم وهي التي تتغنى في هذه اللحظة بيومها الوطني وتستعرض إنجازاتها التي تحاول بها التغطية على كوارثها السياسية والاقتصادية سواء في الداخل السعودي أو خارجه تعلم بأنها تورطت في أرض أهلها أدرى بشعابها وأن المليارات التي ضختها حتى هذه اللحظة لتحقيق مآربها التي كان ظاهرها إرجاع شرعية ( هادي ) إلى سدة حكم العاصمة الرئيسية ( صنعاء ) وباطنها هو ما نراه اليوم من احتلال واضح وصريح لقوات السعودية والإمارات لأهم مراكز الحياة الاقتصادية في اليمن إنما كانت هباء منثورا وقد تكون من إحدى المسببات الحقيقية وراء إنهاك الداخل السعودي الذي جعل من المواطن الضحية ولا أحد غيره والذي يسأل في كل مرة تضيء سماء بلاده بالصواريخ البالستية الحوثية : إن كان الحوثيون بهذه القدرة والجرأة على إطلاق الصواريخ إلى العمق السعودي فما الذي نفعله في بلادهم حتى هذه اللحظة ؟!..وأين ( أحمد عسيري ) الذي صرح في أول 15 دقيقة من انطلاق الهجمات السعودية الإماراتية المشتركة على الحوثيين أن طائراته قد قضت على 85% من مقدرات الحوثي الدفاعية والصاروخية وأن تحرير ( صنعاء ) سيكون في غضون أيام قليلة ؟!.. وأين ( تركي المالكي ) الذي تولى مهمة ( الجعجعة ) أمام الإعلاميين لتسطير بطولات زائفة لقوات التحالف ورمي كل فشلها على عاتق ( إيران ) التي ملت من تطاول الرياض عليها ونراها اليوم تلوح بورقة مضيق هرمز أمام الناقلات السعودية التي استهدفت إحداها وكالعادة وجدت الرياض رواية مهترئة تستند إليها في تبرير الحادثة وبالطبع لم يفت عليها تسجيل بطولة هشة تنسبها لنفسها وسط خضم الرعب الذي تشعر به من تهديدات طهران المستمرة لها ؟!.. ولم الحد الجنوبي المعزز بقوات برية سعودية وأجنبية مستباح دائماً أمام ثلة من الحوثيين الحفاة العراة والذين لا يمتلكون ربع ما تمتلكه قواتنا ومع هذا فان جازان ونجران وما حولهما أهداف سهلة أمامهم ناهيكم عن عدد الأسرى من جنود وضباط المملكة الذين يلقون تهميشا إعلاميا من الرياض باعتبار أن هذا يشوه صورة الانتصارات الوهمية التي استطاع إعلام ( دليم ) أن يروج لها ؟!. ويبدو أن العاصفة باتت رياحا موسمية لن تفلت الرياض وأبوظبي من آثارها المدمرة حتى يعلنا هزيمتهما النكراء على أيدي جماعة تلقى اليوم اعترافاً رسمياً من الأمم المتحدة تشكك الرياض به ونسيت بأن وزير خارجيتها المتلعثم ( عادل الجبير ) قد اعترف بها قبل الاعتراف الأممي بسنوات حينما صرح سابقاً بأن ( الحوثيين جيراننا وهم جزء من النسيج الاجتماعي في اليمن ) ولكن لحفظ ماء الوجه السعودي المنثور سلفاً كان لابد من الاستمرار في هذه ( العاصفة ) التي ما عاد اليمنيون الذين آمنوا بها في بدايتها يريدون استمرارها وهم يرون جنائز أطفالهم وشيوخهم تروي التراب اليمني وبات الكاره للحوثيين منهم أشد بغضاً للتواجد السعودي والإماراتي على أرضه ولعل ( المهرة ) تفسر هذا التوجه الغاضب لليمنيين الذين رفضوا استبدال كرامتهم بلقمة ذل ورشفة ماء تنسيهم أن الوطن هو الأغلى والأبقى أما من هُزم أمام حاجته فلا يبرر له خيانة وطنه ولعل أبوظبي هي الأستاذة في تطبيع الخيانة على كل أرض تطأها ونحن في قطر لا نتشفى من هذا ولا نسخر لأن دورنا كان في هذه ( العاصفة ) هو تأمين الحد الجنوبي للمملكة والدفاع عنها والرأي الرسمي القطري لم يخرج حتى هذه اللحظة عن تفعيل الحل السياسي لهذه الأزمة التي تحلم به الرياض لكن عادة (الهياط ) السيئة التي امتهنها ساستها وباتت فيهم صفة متأصلة لا يستطيعون الإفلات منها تجبرهم على المضي في هذه الحرب التي يفقد فيها الأبرياء اليمنيون أرواحهم وبلادهم وتزيد شوكة الحوثيين أكثر وأكبر وتنال الرياض حصتها من الخسارة الفادحة التي لا تجعلها – للأسف – تمتنع عن الهياط الذي لا يتعدى ( شيلة ) حماسية يجعل من ( الدرباوية ) أبطالاً ويستطيع صاروخ باليستي حوثي أن يخرسهم برهة قبل أن يعيدوا الكرة و ... ( عَلّم إيران ) ! . فاصلة أخيرة : من تصور أن ( اليمن ) لقمة سائغة فاسألوا ( الرياض ) كيف باتت هذه اللقمة تخنقهم ! . [email protected]