18 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستثمار في الاقتصاد الأخضر لمواجهة التغير المناخي

23 سبتمبر 2015

في ظل تفاقم تداعيات التغير المناخي على أوجه الحياة البشرية ، من سيول وفيضانات وتقلبات مناخية بين الاحترار واشتداد موجة الجفاف وتصحر الكثير من الأراضي الزراعية ، يطرح هذا التساؤل نفسه .. هل يمكن قيام اقتصاد أخضر يعنى بالحفاظ على البيئة التي تعاني أصلاً من كوارث متلاحقة.كما تسبب النزوح الكبير للفارين من ويلات صراعات الشرق الأوسط وهجرة العقول والأيدي العاملة من قطاعات عديدة إلى مناطق أكثر أمناً بحثاً عن الاستقرار ، أدى إلى تراجع الإنتاجيات العربية لنقص الكوادر البشرية العاملة في قطاعات الزراعة والتعدين والصناعة وغيره وبالتالي أثر على التوازن الجغرافي والنباتي لمناطق الصراعات وهروب الأيدي الزراعية والتي صاحبها أيضاً نقص حاد ومتكرر في الغذاء مع التغير المناخي .والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما جدوى المضي قدماً في بناء اقتصاد أخضر وترسيخ معالم ثقافة البيئة في ظل أخطاء ومخالفات متكررة يقترفها الإنسان في حق الغطاء الأخضر.والاقتصاد الأخضر هو القائم على إيلاء الاهتمام بالبيئة من التلوث والاستخدام الجائر للإنسان لأنشطة الصناعة المختلفة ، ومن هنا بدأت المؤسسات الدولية رسم ملامح عملية لإرساء اقتصاد أخضر يقوم على منهجية الاستخدام الفاعل لمقدرات البيئة ، كما برز اقتصاد المنشآت والطاقة البديلة والتجمعات السكنية ومصادر الكهرباء والماء والنقل التي يعتبر الطابع البيئي أبرز سماته ، والتي تضع هدفاً أساسياً في استراتيجياتها وهو صياغة رؤية عملية للبيئة بهدف التقليل من الإضرار بها. فالتقلبات المناخية ذات الأثر العميق ، والتي تسبب الكثير منها في إلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية وتراجع إنتاج المزروعات وزحف التصحر والجفاف على الأراضي الخصبة وسطوة الإنسان على الأراضي الخصبة وتحويلها إلى مصانع ومبان ٍ ومنشآت كما قام بتدمير الغطاء النباتي عن طريق استخدامات الأسلحة والمعدات الحربية وانعكاساتها على التجمعات البشرية التي ترتكز حياتها على الزراعة مما أدى إلى نزوح الأيدي العاملة وفرارها من ويلات الدمار .لقد أولت المنظمات والمؤسسات الدولية جلّ اهتمامها في السنوات الأخيرة لترسيخ مفهوم اقتصاد أخضر في الزراعة والطاقة والمعيشة بهدف الحد من التأثيرات السلبية للصناعة ، وسعت بكل استراتيجياتها وخططها إلى رسم معالم الاقتصاد الأخضر برؤى طموحة ، إلا أنّ الموازنات الضخمة التي رصدت لذلك ما لبثت أن أنفقت في وجوه الإغاثة والمساعدة الدولية وتوفير المساعدات العاجلة لملايين النازحين ، وكأنّ عقارب الوقت تعود إلى الوراء لتبدأ بدلاً من أن تخطو نحو الغد.يرى الخبراء أنّ الاستثمار في الاقتصاد الأخضر ضرورة ملحة حيث يمثل الإنفاق على التجمعات البشرية ومراكز الكهرباء والماء احتياجاً رئيساً ، ومن هنا لابد من إجراءات فاعلة للمؤسسات الخليجية في التعامل مع الارتفاع المستمر في المرحلة المقبلة، والتوجه لدعم المصانع الصغيرة والمزارع الصغيرة والبيوت الإنتاجية والأسر العاملة في الإنتاج الزراعي.اليوم بات الاستثمار أحد الطرق الممكنة للنهوض بالاقتصاد الأخضر وفتح الباب أمام الشراكات المحلية والخارجية لدخول عالم البيئة الخضراء والتي أصبحت مفهوما عميقا يقوم على استغلال الموارد الممكنة بأقل التكاليف وبمواد لا تضر بالبيئة، كما يعد الاستثمار آلية لبناء ثقافة اقتصاد أخضر تقوم على الاستفادة من التكنولوجيا .