الخلط والتداخل في قصائد الشعراء

من تصفح دواوين الشعر بنوعيه العربي الفصيح والنبطي واستمع وتابع كتابات ونظم الشعراء فلا بد أن يكتشف التشابه في العديد من القصائد في البحور والقوافي وقد تتداخل أبيات الكثير منها.. وأكثر ما مر عليّ من هذه القصائد، قصائد النصح والحكم والمديح، وقد اطلعت على ثلاث عشرة قصيدة متداخلة في البحر وقافيتي الصدر والعجز، وأذكر منها على سبيل المثال بيتاً للشاعر عبدالله القاضي..أوصيك خلان الرخا عدّهم قومخلاّن من دامت نعيمه ودامي*وبيت لمسعود الهذال..ابكي هلي يا ناس ماني بليومواظن من يبكي هله ما يلامي*وبيت لبصري الوضيحي..من طاوع الثنتين يصبر على اللوميصبر على فرقا الأهل والعمامي ثلاثة أبيات لثلاثة شعراء من الثلاثة عشر، وبالتأكيد أن هناك ما لا تم الاطلاع عليه، ولو جمعت الأبيات الثلاثة في قصيدة واحدة قد لا تتضح أنها لثلاثة شعراء أو أكثر، وهناك نوع آخر في تداخل القصائد، بسبب النقل أو الرؤية الخاطئة والاجتهاد الذي يخالفه الصواب. يحدث ذلك في القصائد التي تتشابه قافية صدر القصيدة مع قافية عجز القصيدة الأخرى، والعجز كذلك ومنها الأبيات التالية..يا حسين بلدان الجماعة مريفهواللي مع الأجناب كنه على ناريمناً بلا يسرى تراها ضعيفهورجلٍ بلا ربعٍ على الغبن صباروالطير بالجنحان ما احلا رفيفهوالى انكسر احد الجناحين ما طارللشاعر سجوان الرويس العتيبي الثانية..الاّ ومع ذلك لك الله لنا كارعن جارنا ماقط نخفي الطريفهنرفى خماله رفية العش للغارونجعل له النفس القويه ضعيفهاحدٍ على جاره بختري ونوارواحدٍ على جاره صفاةٍ محيفهللشاعر مقحم الصقري العنزي فلو استبدل أحدنا الشطر الأول من بيت إحدى هذه القصائد مكان البيت الآخر لأصبحت قصيدة واحدة عندما لا يتذكر ذلك.. وكثيراً ما يصلني وأستمع لخلط البعض في هذه الأبيات..هذا عن القصائد التي تكتب وتنظم على قافية في الصدر وقافية للعجز، ولعل نصيب الشعر النبطي هو الأكبر في ما أشرت إليه من خلط وتداخل في أبيات وقصائد الشعراء.. وللقصائد مهملة الصدر التي تكتب بقافية واحدة العجز.. نصيبها أيضاً من تداخل الأبيات.. ولو استطردنا في هذا الموضوع لأخذ الكثير من المساحة التي نحن في حاجة إليها في هذه الصفحة المعدة لإبداعات الشعراء والشاعرات.. أسأل الله التوفيق للجميع.