14 سبتمبر 2025
تسجيل•مساء الخميس الماضى وقف جمهور قاعة مسرح كلية شمال الاطلنطي الواقعة ناحية جامعة قطر بمنطقة الدحيل مثنى وثلاث ورباع وألهبوا أياديهم تصفيقا مموسقا، مرة لدولة قطر المضيافة واخريات لشعب قطر ومشاعره الحميمه المتواثقة برباط المحبة والتقدير واخريات لكلية شمال اطلنطي التي افسحت مسرحها البهي والمضاء لامعا وصالاته الفسيحة التي استضافت ما التقطته عدسات كاميرات المصور السوداني باشراف الدينمو التشكيلي محجوب المقبول حينما استرقوا النظر بين تدفقات مطر انشطر عنها السماء وسيلا هادرا هوى باسقف البيوت وماص ارضياتها.. الثالوث الكارتي " امطار وسيول وفيضانات " اجتاحت مدن وقري السودان اكلت اليأبس والاخضر وحصدت نفوسا ودمرت بنيات اساسية وهجع الناس واعينهم دامعة وحشاهم محروق.. •ذاك بيتا كان هنا.. وتلك بعض من خرقة خالتي نفيسة ما زالت عالقة بأحدى اركان حيطان الدار الذي صار الى خراب تحته الفانوس وسرير العيال وبقايا الحليب والبصيلات والملوخية " والمشلعيب " وحفرة الدخان وبعض من الحفت وغطاء الزمن الجميل.. ليلة ثقافية شعرية.. مسرحية.. غسلت دواخل " الزولات " بعمائمهم المطرزة وحراير بعضها نفيس وبعضها وارد بلاد الهند والسند ومشغولات انامل اسواق ام درمان.. تلك الليلة التي احدثكم عنها هي وليد شرعي لنشاط " عيالنا " نفير الدوحة باعمارهم الغضة وفكرهم الناضج الذي تغذي بحب الوطن كفريضة فطموا عليها منذ صرختهم الاولى بغرف مستشفى حمد العام بعيدا عن تراب الوطن.. تفتحت اعينهم ان " حب الوطن ايمان " والتماذج مع الاخر ضرورة تنادوا منذ ان حملت اخبار الاسير وبوابات الفيس بوك والشات واخوانهم ان مطرا هطولا تساقط كثيفا وسيلا جارفا دهم بيوت "الغبش ملح الارض". •تنادي شباب الدوحة طافوا هنا وهناك وفي معيتهم المستشار المصطفى نائب الامين العام للجالية وفي عواصم بلاد الدنيا ملوا الكراتين بكل ما جادت به ايادي الصحب والرفاق.. الاهل والجيران وفتح لهم سفيرنا الهمام ياسر بن الخضر حجرات سفارتنا بالدوحة وحدثونا انه شد على اياديهم لهمتهم وفرط حبهم لاهلهم وعشيرتهم ولنيفا من الساعات تواصل معهم دعما لجهدهم الانساني.. ووقفوا له تصفيقا لاريحيته ووساع صدر منتسبي سفارتنا.. •" عيالنا بخير " كانت تلك اهم فصيلة التقطها نظري وانا في حوش كلية شمال اطلنطي بالدوحة بعد افتتاح معرض الصور التي كانت ناطقة بالحدث ومبروزة باطارات انيقة وفرتها الكلية الاكثر اناقة باستضافة لغة العدسات والكاميرا ابلغ تعبيرا من لغة الحلاقيم حينما تكون جوفاء لا تحرك ساكنا.. هندامهم مرتب كلماتهم مهذبه تنسيقهم لبرامج الليلة الثقافية فاق التصور لم يكن هناك محاباة ولا تزلف نسجو القصيد شعرا والترحاب جزيلا.. وترجموا مشاعرهم للمنكوبين مسرحا نقل نبض الشارع في الخرطوم شرقها المكلوم وفي كسلا جبال التاكا وذلك المترامي الاطراف بزالنجي وبربر المجذوب ودنقلا العجوز وام ضوا بان التي اشعلت نور القرأن حتى حسبها العابر وسوسة شيطان فاذا هي تكية حيران يتلوا ايات الله من الحد للحد "قل هو الله احد".. •" شاعر المعاني العميقة " محمد القدال " حكي بالعربي الفصيح ما يعرف بشعر البطانة.. وحكي باللهجة السودانية التي يعتقد البعض انها اعجمية وهي في قلبها كثير من بطون اللغة العربية التي كادت ان تندثر وسط " هاي وباي باي ".. ولكنات بلاد الافرنج تلك الجميلة المستحيلة.. والتي بها نلاحق مراكب العلم المشرعة في كل بقاع الدنيا.. لغة العصر.. والتقانة والتواصل الانساني في عالم صار قرية صغيرة جدا واولاد وبنات نفير احسنوا التعامل بها. •احدثكم الصدق كانت مشاعر ملتهبة تريد " السودان فوق.. فوق " طالما في جوفه كل مقومات النجاح وطالما العلي القدير امطره خيرا.. وطالما بينهم احمد ومحمد احمد وشول ومرسال وعايشة وفطومة بت أم محمد احمد والدينمو د. منار عثمان من نخلات بلادي المخضرة بحب الوطن وحينما عزفت معزوفة " عزة في هواك " بوزنها السنهوري تقافز شباب الجامعات رقصا انيقا لفرسان البادية لاعبوا السيوق بالبسة شعبية سروال ومركوب وطاقية مشنقة كما يلاعب دهاقنة الانترنت لوحات المفاتيح.. ابرزوا فنون الشجاعة ورقصت الفتيات المعتقة خواصرهن بالرحط وثوب الساري فاقع الالوان.. والدهيبات.. وتقافز اولاد دارفور وكردفان ام خيرا برى بقاماتهم الرشيقة وريش ملونه على رؤوسهم وكأننا في ليلة حصاد الدخن والصمغ العربي وشجرة التبلدي والهشاب تطرح وليداتها.. •" ابوالفنون " المسرح كان حاضرا.. وكأني في احدى حواري البقعة امدرمان أم المدن السودانية اوفي احدى اذقة ديوم بحري او الكريباب والمرابيع التي كانت قبل ان تبتلعها السيول وتهطل على روؤس اسقفها الامطار والناس نيام وبعضهم يؤدي في صلاة القيام حينما احس برقا وسحابات داكنة تتحرك بسرعة الضوء وكانت مدنهم ملء السمع والنظر. • ان الليلة الثقافية التي احتضنها مسرح كلية شمال الاطلنطي بقطر أعمق واكبر من ان يلملم اطرافها قلمي المتواضع.. يكفي انها منحتنا فرحا عميقا.. واملا جديدا.. بان شباب الاغتراب بخير طالما بينهم طالب العلم في ارقي الجامعات التي ارتحلت لدوحة الخير والعامل والراعي والمهندس والطباب.. وطالما لهم المقدرة للتواصل مع الاخر..