15 سبتمبر 2025

تسجيل

شوارع الدوحة وخطط التنمية

23 سبتمبر 2013

قد يمتد الأمر بالموظف ليصل إلى عمله لأكثر من ساعة، ويتسبب ذلك في مساءلته من قبل المسؤولين في العمل رغم حرصه على الخروج من المنزل بعد شروق الشمس بقليل، ولكن هذا التأخير سببه ذلك الازدحام الشديد الذي ابتليت به شوارع الدوحة، خاصة الدوارات التي نحمد الله عز وجل أن أزيل معظمها في خطط تطوير الشوارع، بالإضافة إلى الإشارات التي قد يمتد ظهور الضوء الأحمر لأكثر من ربع ساعة، ومما زاد الطين بلة تلك الإغلاقات التي بدأت تنتشر في كل شوارع الدوحة مرة واحدة وتسببت في إعاقة السير، واضطرار السائقين لاختيار طرق تكون أصلاً مزدحمة من قبل وضيقة، والمشكلة الكبرى في الزيادة الكبيرة في عدد السيارات التي تسير في الشوارع بشكل لا يمكن تصوره، خلال السنوات الأخيرة، ولا شك أنها تتطلب الكثير من الإنشاءات والتطوير في الشوارع، وهذا لا يمكن تجنبه، خاصة مشروع مترو قطر "الريل" الذي سوف يحل بإذن الله تعالى هذه الأزمة المرورية التي تزيد حدتها مع ساعات الذروة وبدء الدراسة وخروج الطلاب والموظفين. ورغم أن الدولة تبذل الجهود الكبيرة من أجل التخفيف من هذه الأزمة وتخصيص دوريات المرور لتنظيم السير، الأمر الذي نشكر عليه وزارة الداخلية، إلا أن هذه المشكلة تحتاج إلى خطط جديدة لإقامة طرق بديلة جديدة وأنفاق وجسور، خاصة تلك الجسور التي تقام بشكل سريع، وتعتمد على التركيبات التي تنفذ في العديد من الدول، وتعمل على تنظيم السير، فليس من المعقول أن يعتمد فقط على جسر الدائري الرابع الممتد من منطقة الهلال حتى الشمال، حيث إنه في الواقع يحتاج لأكثر من جسر مماثل وأكثر من تقاطع ومسارات للعبور، خاصة للمشاة حتى لا تتعرض الأرواح للخطر في حالة العبور من قبل بعض الأشخاص الذين يعبرون الشوارع دون أدنى حذر لولا رحمة الله. والطرق القديمة تحتاج إلى إعادة تعبيد وتوسيع بعد إزالة المناطق والمساكن القديمة حولها، التي للأسف قد تزال ولكن تقام بدلاً منها عمارات شاهقة، والشوارع لا تتغير كما هي منذ أكثر من خمسين سنة! إذن.. إن هذه الأزمة في حاجة إلى تخطيط كبير وأفكار إبداعية مبتكرة يمكن أن نعتمد فيها على الخبرات المحلية، بالإضافة إلى التجارب في الدول المجاورة التي أقامت الجسور والأنفاق التي لا تتطلب المليارات ويشهد لها الكل بالكفاءة والتنظيم، كما هو الحال بالنسبة للشركات العالمية التي للأسف قد نفتخر بأننا نتعامل معها وهي لا تقوم بدورها على الوجه الأكمل، بل قد تضر أكثر مما تنفع، ويظل هاجسها الحصول على الأموال واستغلال الفرص لكوننا دولة غنية لها استثمارات ضخمة في الخارج. إن الدولة وهي تضع تلك المشاريع التنموية قد وضعت في ذهنها استراتيجية محددة ومقدرة أهمية النظر إلى المستقبل وتطور ونهضة البلاد والزيادة السكانية الكثيفة بسبب العمالة التي تنفذ تلك المشاريع، وهي في هذا الوقت تحتاج إلى من يقدر المسؤولية وينظر إلى مصلحة البلاد قبل مصلحته ومصلحة من يعملون معه، وأن يؤدوا ما عليهم بأمانة من خلال اختيار الشركات المضمونة للعمل التي تعمل بإخلاص وجد ومتابعتها والإشراف على كل خطط وخطوات العمل. إننا نأمل أن نرى بلادنا كما هي الدول المجاورة التي تسير فيها المركبات بانسيابية وتتميز شوارعها بالاتساع المناسب للكثافة السكانية للدولة، ولكن يظل الأمل والثقة بوجود أناس مازالوا يملكون الضمير الحي يقدرون الأمانة التي حملتها لهم القيادة الحكيمة لهذا البلد، وسوف نرى قطر الغد أفضل وأكثر ازدهاراً وتنمية.