14 سبتمبر 2025
تسجيل(ثم لتُسألنّ يومئذ عن النعيم) صدق الله العظيم، كان هذا أول ما علقت به حينما شاهدت بعض المقاطع التي جمعها البعض لمشاهد مؤسفة تظهر بعض الأشخاص لدينا وهم يعبثون بقالب كيك من خلال تلطيخ وجه أحدهم به وتصويره والضحك عليه والمبالغة في رمي الكريمة على وجهه وهي مقاطع تكررت من قبل لبعض اللاعبين في ناديين من أنديتنا حتى جاء هذا المشهد الأخير والذي تم تداوله بالأمس بكثرة ليس لسخافة وتفاهة المحتوى فقط ولكن للدرجة التي وصلت بالبعض للاستهانة بالنعمة لمجرد التصوير وإثارة الجدل الذي لا يمكن أن يثني على مثل هذه التصرفات التي اعتبرها كثيرون بأنها لا مسؤولة ولا تنم عن طبيعة أهل قطر الذين عُرفوا بالتزامهم ومحافظتهم على قيمهم الإسلامية وحرصهم على أن يمثلوا خير قدوة لمن يصغرهم سنا كما أننا لا نتبع غيرنا في تقليدهم خصوصا مع انتشار هذه المظاهر التي لا تسيء فقط لنا ولديننا وعاداتنا وإنما لوضعنا كشعب حرص دائما على التزامه ومحافظته على (برستيجه) الذي لطالما تغنى كثيرون به سواء في المنطقة أو عربيا وإقليميا أيضا والحمد لله أيضا أن هذه المظاهر السلبية التي لا تمثلنا بأي شكل من الأشكال هي لفئة قليلة ولكننا أكثر ما نخشاه إن تجاهلنا الحديث عنها أن تزداد وتلقى جمهورها الذي يمكن أن يستصغر شأنها فتصبح اكبر من أن نحتويها بتغريدة أو مقال ونحتاج حينها لقانون صريح يلجم الجميع من أن يتجرأ على فعل ما يمكن أن يكون وباله كبيرا فالنعمة (زوّالة) كما نقول في قطر والخليج بلغتنا العامية وهي (زائلة) بكلمة عربية فصيحة ليفهمها الجميع ومن تفاخر اليوم بوجودها معه بكثرة قد يبكي غدا لزوالها من تحت يديه ربما لعدم حمد الله وشكره على هذه النعمة فقط وإنما لأنه عبث بهذه النعم ولم يعمل للحفاظ عليها واستدامتها بالحمد وعدم التبذير والتفاخر بها بهذه الصورة العبثية التي خرج بها هؤلاء الذين لم يحترموا النعمة التي يتمناها ملايين في العالم يتضورون جوعا ويأكلون خشاش وحشيش الأرض لسد جوعهم وهم للأسف ليسوا ببعيد عنا جغرافيا ولا ديانة ولا هوية ولا انتماء للعروبة ولينظروا لأطفال اللاجئين السوريين الذين يتلوون جوعا وفقرا وحرمانا وغربة وبردا وحرا ليستشعروا بقيمة ما تحت أيديهم ويحسون بما حظاهم الله به من غيرهم ومثل هؤلاء السوريين كثير من المسلمين والفقراء والمحتاجين في العالم ممن أعلنت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية تتمثل في أزمة جوع عالمية سوف تكون عام 2023 فهل يحتاج الأمر لمثل هذه السخافات وتلك المقاطع التي تحرج أصحابها وتعرضهم لكل هذه الانتقادات وهم الذين لربما نشروا المقطع للتسلية ولكن لطالما أودى الضحك بصاحبه للهلاك من حيث لا يدري وقد يستصغرونها ولا يرونها كبيرة بالحجم الذي وصلهم من خلال الانتقادات والهجوم في تويتر ولكنها كبيرة عند الله وعند الذين يعجزون عن شراء كيكة لأنفسهم أو لأطفالهم ويرونها وقد باتت أصباعا يلطخها البعض على وجه أصدقائه لتقليد مشاهد في التوك توك أو لإثارة الضحك بينهم قبل أن ينتشر المقطع عمدا ويرى ردود أفعال قد يقوم بتقليدها الصغار أو ممن يعبثون بالطعام لنفس الغاية وأنا هنا أسأل هؤلاء ما هو شكلكم غدا أمام أطفالكم وهم يرونكم بهذا الشكل المضحك والذي جعلكم عرضة للسخرية والانتقاد؟! ولذا قبل ان يسبح فكركم لخشية الله أولا أرجو أن يكون حياؤكم أمام أنفسكم وأولادكم حاضرا قبل ان تقوموا بمثل هذه الأفعال التي لا تمت لديننا ولا لأخلاقنا ولا لقيمنا وعاداتنا بشيء. [email protected] @ebtesam777