07 أكتوبر 2025

تسجيل

مواطن بين الدولة والمجتمع

23 أغسطس 2020

ثمة فرق بين القطري الجديد والقطري المتجدد، الدولة تحتاج إلى قطري جديد "بنكهتها"، في حين يحتاج المجتمع إلى قطري متجدد"بنكهته ورائحته". الدولة تحتاج إلى قطري جديد يصحو من نومه و يواكبها، لا يهمها أن يدرك اليوم سيدرك غدا، والمجتمع يحتاج إلى قطري يصنع تجدده ومواكبته وتأثيره. المواكبة ليست فعلا أصيلا إلا بقدر ما تكون عملية واعية، إنها التحاق أو إلحاق، بينما التجدد فعل ذاتي إرادي، تتجدد الدولة بتجدد مواطنيها. قطر التجدد بحاجة إلى القطري المجدد، لظروف خاصة جداً عمت تقريباً جميع المنطقة جعلت من الدولة يصيغ المجتمع. آن الأوان لكي تتمخض الدولة من داخل أحشاء المجتمع، قطر الجزيرة وشعارها بحاجة إلى قطري الرأي الآخر، قطر التغيير، تحتاج لأن تمتلك التغيير وإرادته أولا. العالم من حولنا يتغير بسرعة والدولة تتغير معه، التقارير تقول إن قطر أحد صناع روشتة التغيير في المنطقة، المجتمع يحاول أن يواكب، يشعر بالهوة بين أن يكون جديدا وبين أن يكون متجددا مشمولا بأجندة التغيير. روشتة الإصلاح أغرب روشتة في التاريخ لأن من يكتبها ليس طبيبا، يكتبها النظام من أجل صحته ولكنها لا تصرف إلا في صيدلية الشعب وبموافقته، بل هو من يقرؤها لأنه من سيتناولها، فهي روشتة لا تبدأ من طاولة الطبيب. التجديد اليوم بيد الشعوب هي من تصنعه. لدى قطر ميزة فريدة لا يمتلكها الآخرون ليست هي ندرة السكان ولكن في وفائهم وإخلاصهم، يختلط الحابل بالنابل في وطنه لكن نظرته لماضيه وأجداده وتاريخ بلاده أيام الشظف والمعاناة لا تغيب عن باله، تحكمه العلاقة ويحترم التاريخ، لا يعرف كيف يتعامل مع طوفان البشر الآتي لخيرات بلاده، يقف متفرجا، يريد أن يتجدد من خلال إسداء المشورة والمشاركة في صنع مستقبله وحفظ مقدرات بلده، ينتظر على الرصيف حيث لا حافلة تمر، يستمع إلى المذياع حيث لا خبر يذاع، يتشوق لنشرة الأخبار فإذا هي تأتي بالبعيد على حساب القريب، يقرأ صحف الصباح فلا يجد سوى أخبار الأمس المنقضي، يهرب إلى قنوات الغير حيث تتحدث عن دور بلده، يشعر أنه كبير لكنه بالكاد يجد أقرانه، الكثير والكثير إلى الدرجة التي تبدو فيها ميزته أو تميزه أقرب إلى السذاجة التاريخية التي تعيش التاريخ لكن لا تعيه.