12 سبتمبر 2025
تسجيلاتصلت بي وهي تصطنع الأدب واللباقة في الحديث، وابتدرت حديثها بالسلام علي بود وكأنها تعرفني أو على معرفة وثيقة بي فعرّفتني باسمها الأول (النصاب) فبادلتها الترحيب وأنا أعلم ما سوف يلي كل هذا لتباشر بعدها الحديث عن الجهة التي تعمل بها لتختلق حبال ثقة بها وهي ( جهاز قطر للاستثمار ) والحقيقة إنني خفت من هول الاسم لمعرفتي الوثيقة بقيمة هذا الصندوق السيادي الذي يقوم بدور فاعل في الاستثمار بالأسواق العالمية في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فأين أنا من كل هذا ليقوم موظف فيه بمهاتفتي وطلب استثمار مني لا يضاهي شيئا أمام استثماراته الموفقة في العالم ؟! المهم إنني بالطبع لم أصدقها كليا لكنني أوهمتها بأنني الطيبة التي تصدق كل ما يقال لها وإن الكلام الذي دخل أذني اليمنى حتما لم يخرج من اليسرى بل استقر بين الطبلة والطبلة يرقص على مسامع هذه التي تحاول أن تبني لنفسها سيادة وقيمة وهي تفتقر حتى لأقل القليل منهما فسألتها خير ؟! فقالت: أخت ابتسام نقوم حاليا على توسعة استثمارات الأفراد في قطر ومحاولة إكسابهم من المكافآت التي يسهمون في تحقيقها أولا ! والحقيقة إنني اصطنعت الاهتمام لأجعل هذه المغفلة تصدق ما تقوله وبالتالي تشعر بالسعادة لأنني صدقتها فجلست قرابة خمس دقائق تسترسل في أمور لا يصدقها إلا غبي وأنا حاشا لله أن أكون من هذه الفئة، لذا حاولت بعدها استدراجي لمعرفة اسمي كاملا ورقم بطاقتي الشخصية فسألتها إن كانت تملك الإجابات وهي التي بادرتني باسمي ومعرفتها الكاملة بي فقالت وهي تضحك بإحراج إنه من باب التأكد ليدخل اسمي في سباق الفوز بإحدى هذه المكافآت الرائعة والكبيرة فضحكت في داخلي لكني صممت على إكمال هذه اللعبة ما دمت إنني كنت قبلها أعاني من الملل بعد انتهاء الموسم الرياضي وبات عملي هادئا لا صخب فيه فقلت لها اسما وهميا ورقما شخصيا مبعثرا لا يمكن أن يصدقه أحد، وهي تحسب أنها تستدرجني وأنا المغفلة بينما في الواقع إنها كانت هي المغفلة التي تحفظ ولا تفهم وتسرد سيناريو المكالمة دون أن تستشعر حتى أن الطرف الآخر يلاعبها باستخفاف حتى وصلت لإرسالها رابطا لي عبر الواتس أب للدخول لها والتسجيل إلكترونيا ومن رقم قطري حتى يتعمقوا في جسر الثقة بينهم وبين المتصلين وأنهم يمثلون الجهة التي يصرحون باسمها فقلت لها إنني لا أستطيع أن أضغط على الرابط إلا إذا كان رقم المرسل لي محفوظا في قائمة الأسماء فقالت احفظي الرقم وأنا معك على الخط وادخلي على الرابط فالمكافآت لا تنتظر ! فاصطنعت أنني أحفظ الرقم فقلت لها إن الرابط لا يمكن الدخول فيه إلا إذا أغلقت المكالمة فقالت كيف ؟! قلت لها لأنه هاتف ذكي ويعرف النصابين والمخادعين جيدا والأغبياء الذين نلاعبهم مثلك ومن أمثالك فأغلقت الخط فورا في وجهي بينما كنت غارقة في الضحك الممزوج بالتفكير بعدد الذين يصدقون مثل هؤلاء فعلا ويجارونهم تصديقا لا تكذيبا لكل الترهات والخزعبلات التي يقولونها ويصدقون قصص المكافآت ومغارة علي بابا التي سوف تُفتح لهم من وراء كلام هؤلاء الذين فقدوا معنى النزاهة في حياتهم وقد ينجحون مع الكبار في السن أو من المغفلين فعلا والذين لا يحميهم القانون حينها ويودعون أرصدتهم وخيباتهم بحسرة وألم وكم تعددت الحيل وأساليب التغرير بالضحايا، وأنا متأكدة أنهم لا يستمرون في هذه الحيل ما داموا يتكسبون منها ذهبا ولا يكشفهم إلا قليل وإلا لما استمروا في مزاولة نفس أساليب النصب والاحتيال وسرقة الأموال بهذه الصورة التي نسمع عنها ونراها قد زادت بكثرة حتى وصل الحال لتحذير وزارة الداخلية من آخر هذه الحيل لهؤلاء في اكتشاف قراءات البطاقات البنكية بعد استخدام أصحابها لها من أي جهاز صراف من الأجهزة المنتشرة بين الأحياء وفي المجمعات والتشجيع على استخدام الماكينات المتواجدة في فروع البنوك في المجمعات التجارية الكبرى لأقلها عرضة لمثل هذه الاختراقات المفزعة لنا حقيقة ومع هذا فقد أحببت أن أشارككم آخر مكالمة وصلتني من هؤلاء الذين عادة ما أرد عليهم بفظاظة وقلة تهذيب لكنني في هذه المكالمة لاعبتهم قليلا فقاتل الله الملل حينها ومستقبلا ! حفظكم الله من هؤلاء فردا فردا.