14 سبتمبر 2025
تسجيليتطرق الكثير من الناس ووسائل الإعلام إلى قضية ازدياد الطلاق في مجتمعنا خاصة ممن هم في أعمار صغيرة ويتخلون عن أطفالهم بحجة أنهم لا يمكن أن يكونوا قيدا في أيديهم، وقد ينحو البعض أسباب الطلاق إلى المشاكل التي قد تثار بين الزوجين بسبب بعض القضايا المختلف حولها والبعض إلى تدخل الأهل أو رغبة المرأة في الاستقلال خاصة العاملة التي تملك العامل المادي وغيرها من الأسباب. ونقول إن الطلاق لم يظهر فقط في هذه السنوات ولا هذا القرن لكنه من بداية الخلق وتكون الأسرة لأنه الحل الأخير بعد العجز عن وجود حلول لما يحدث بين الزوجين وقد جعله الله تعالى أبغض الحلال.! وإذا ما جئنا لمناقشة هذه الظاهرة التي فعلا تستحق هذا الاسم بعد كثرة الطلاق خاصة بين الشباب من الجنسين نجد أن هناك عوامل عدة منها سوء الاختيار الذي قد يقوم على الإعجاب والجذب من أحد الطرفين سواء من ناحية الشكل أو الجانب الاجتماعي والاقتصادي والمنصب الذي قد يتراءى للمرأة أو الرجل أنه سبب قوي للزواج وتكوين أسر رغم أن هذه الأسرة قد لا تكون موجودة في مخططاتهم في البداية، وبالتالي ما تنتهي أيام السفر والخروج والدخول للأماكن الترفيهية والمطاعم وتبدأ المسؤولية داخل البيت والالتزامات يشعر كل منهما أن هذا سوف يقيد حركاتهما ويبعدهما عن الأصدقاء وحرية الخروج من البيت وتمضية الوقت معهم مما قد يثير بعض الاختلافات والمشاكل التي قد تبدأ من كلمة وتنتهي بكلمة الطلاق، ومما زاد الطين بلة تلك النماذج التي يشاهدها كل الشباب من الجنسين التي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للكثير من السلع والمنتجات والحياة الرغدة المرفهة وحياة الحربة الزائفة لدى مروجي تلك الوسائل التي قد تجعل المرأة تتمرد على حياتها والرجل يشتهى تلك التى تبرز مفاتنها ويقارنها بزوجته وبالتالي تحدث المشاكل ناهيك عن تلك المسلسلات الخليجية بالذات التي تدعو لظاهرة النسوية وحرية المرأة وجرأتها على الرجل وتخليها عن حياتها الأسرية وأطفالها في سبيل الانطلاق، مما أثر على الكثير من الأطفال الذين انحرموا من حنان الأم وأحيانا عطف الأب في حالة تخليه وابتعاده عن أسرته وهناك الكثير من العوامل المتداخلة التي تسبب حالات الطلاق المبكر وتسبب تفكك الأسرة التي لابد من الحد منها عن طريق النظر إلى الزواج كمؤسسة اجتماعية تحمي النشء وتحفظ الشباب من الانزلاق للخطأ والهفوات، وهذا يحتاج إلى وجود دورات مكثفة تعطى للمقبلين على الزواج لفهم ماهية هذا الزواج. ومسؤولياته وأهميته بالإضافة إلى إيجاد برامج موجهة في وسائل الإعلام لتدعيم هذه الفكرة ووضع الحلول المناسبة للمشاكل التي يمكن أن تحدث خلال الحياة الزوجية، ناهيك عن عدم الاستعجال بالطلاق وإعطاء الطرفين فرصة لمراجعة أنفسهما قبل اتخاذ هذه الخطوة حتى يمكن أن نقلل من تلك الظاهرة التي أرهقت أوصال المجتمع.