الجزيرة صُداعٌ فتّاك!

بعد أن كشفت أقنعتهم وفضحتهم أمام العالم أجمع أثبتت قناة الجزيرة الفضائية بأنها مثال للقوة الناعمة التي تستطيع أن تهزم كل الأسلحة الفتّاكة التي تتباهى بها الأنظمة المتغطرسة وما يتبعها من أموال ومشاريع هيمنة وجيوش ومرتزقة وعملاء، ولعل التقارير الخاصة والتحقيقات الاستقصائية والأفلام التي تنتجها الجزيرة بحرفية كبيرة شكّلت عامل ضغط وإزعاج وصداع فتّاك ومزمن لأنظمة دول الحصار التي لطالما شيطنت قطر وحرضت ضدها وابتزّت الدول من أجل إنجاح مشروعها في لي ذراعها ولو أدى ذلك إلى تدخل عسكري من قبلها للهيمنة على ثرواتها وإيقاف صوتها المدافع عن ثورات الربيع العربي ومناهضة الأنظمة الاستبدادية التي نجحت بدعم هذه القوى من وأد كل الدعوات التي تُطالب بالتخلص من الأنظمة الاستبدادية كما هو الحال في مصر وليبيا . ومن تتبع الأحداث منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وما تبعه من تغطيات حية يلاحظ كيف برعت قناة الجزيرة في نقل الحدث كما هو دون أي تشويه أو تحريف مع ما تعرضت له مراراً وتكراراً من المضايقات وإغلاق لمكاتبها وخسارة بوفاة أو فقدان أو سجن موظفيها الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل هذه المهنة العظيمة التي جعلت على رأس أولوياتها نقل الحقيقة كما هي لمتابعيها، كل هذه المكتسبات جعلت بشهادة الملايين من المتابعين حول العالم قناة الجزيرة من أفضل القنوات على مستوى العالم. ولأن معارضي منهجها وسياستها الإخبارية يسعون دائماً إلى التهجم عليها ووصفها بقناة الفتنة إلا أن هذا الأمر زادها تألقاً وقوة وهو ما جعل دول الحصار تضعها ضمن أهم مطالبها لقطر لإغلاقها والقنوات التابعة لها ، وفي اعتقادي أنه بعد 3 سنوات من الحصار الجائر وبعد فشل كل محاولاتهم لإركاع قطر وما شاهدناه من انتكاسات لها على كافة المستويات مقابل العديد من المكاسب الإستراتيجية التي حققتها قطر في سنوات الحصار أرى بأنها لو كانت تعلم دول الحصار بأن قطر ستنصاع لهم وتُنفذ مطالبهم الفارغة لجعلوا إغلاق قناة الجزيرة فقط مقابل استغنائهم عن الـ 12 شرطاً لفك الحصار عن قطر وعودة الأمور كما كانت قبل الخامس من يونيو 2017 ولكن هم يعلمون جلياً بأن قطر تجاوزتهم هم وشروطهم ولم تعد تلتفت لهم ولا تريد أن تدخل في مهاترات مع جيران لا فائدة من جيرتهم ولم ترَ منهم إلا الشر كله !! برنامج " ما خفي أعظم " وحده فقط كان نموذجاً للبرنامج الذي كشف مدى طغيان واستبداد أنظمة دول الحصار، وأظهر من خلال ردود أفعال تلك الأنظمة كيف أن الحقيقة موجعة وأشبه بسكين حالك ينخر في عظم المجرم الذي يُريد من إجرامه الاستمرارية لكي يحافظ على نظامه المستبد ويُطيل من حكمه، ولعل الحلقة الماضية التي تحدثت عن فصل من فصول استبداد النظام البحريني في حق جزء أساسي من مكونات شعبه يترجم حقيقة هذا النظام وبأنهم هم فعلاً أهل الإرهاب ودُعاته بالصوت والصورة والوقائع !! فاصلة أخيرة ردة فعل متوقعة من النظام البحريني عندما زجّ بالعوائل البحرينية الكريمة لإثبات ولاءاتهم للنظام على الصحف والمواقع والتي في واقعها تعتبرها رداً وهجوماً على قطر وقناة الجزيرة!! لهذا الحد أوجعهم تقرير واحد من برنامج كشف المستور من أنظمة امتهنت صنع الإرهاب والغدر بالجيران ؟!! [email protected]