17 سبتمبر 2025
تسجيلأئمة المساجد الكرام يؤدون رسالة عظيمة وأمانة جسيمة، هم مشاعل هداية ومنارات خير، علماء ودعاة وطلبة علم، نأتم ونقتدي بهم، فلهم منا وافر التقدير وخالص الدعاء، وجزاهم الله عنا خيرا. ولاشك أن هؤلاء الأئمة الفاضلين يعرفون هدي النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام عند إمامة الناس في الصلاة، بالتيسير والتبشير، وقد حث رسول الله الأئمة على التخفيف عن الناس ومنه قوله: (من صلى بالناس فليخفف؛ فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة). وكذلك: (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإن منهم الضعيف والسقيم، والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء). وهذا من رأفة النبي صلى الله وسلم بأمته ومراعاة أحوالهم، والحرص على جمعهم والتأليف بينهم. واجتناب كل ما ينفرهم او يشق عليهم. بل دعا في حديث صحيح سائلا ربه جل وعلا (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) . إذاً فالأصل في إمامة الناس التخفيف لجذب قلوبهم وإعانتهم على أداء صلاة الجماعة تحقيقا لمقاصد الشريعة الغراء، وعليه فإننا نذكر الأئمة الكرام ومن يشرف على تعيينهم ومتابعة شؤونهم أن يقتدوا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في التخفيف عن المصلين، كذلك نلفت عنايتهم الى مسألة مهمة عند القراءات الجهرية وهي الترفق بالناس بضبط درجة الصوت خاصة وأن المكبرات تضخم أصوات الأئمة الى درجة مزعجة يرتجع صداها بين أركان المساجد فتصم الآذان وتصدع الرؤوس، ناهيكم عن برودة مكيفات الهواء المسلطة على أجسادهم حتى تكاد دماؤهم تتجمد في عروقهم، فلماذا نحول المساجد الى ما يشبه ثلاجات حفظ الجثث، بحجة التبريد ومكافحة حر الصيف، لأن تلطيف المكان وتخفيف حرارة الجو ليس معناه تشغيل جميع المكيفات في وقت واحد، ودفع هواء مكثف على مدار الساعة، ونحن نؤم بيوت الله للصلاة مؤملين رحمة الله والحصول على الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية والبدنية، ولم نفعل ذلك لنقف خلف إمام يثقل علينا، وأصوات مزعجة تذهب بخشوعنا مصحوبة بزمهرير المكيفات لنعود من المساجد مصدعي الرؤوس منهكي القوى، ونعاني من التهاب المفاصل!. وبناء على ما تقدم نناشد المسؤولين في إدارة المساجد وتوجيه الأئمة التأكيد عليهم بضرورة التخفيف عن المصلين وتوعيتهم بالتعامل مع مكبرات الصوت بطريقة هادئة خاشعة، اضافة الى خفض درجة برودة المكيفات او الاكتفاء بتشغيل عدد مناسب منها مع إيقاف تشغيلها بعد خروج المصلين. ومثل هذه المناشدات نقولها ايضا لمن يتولى خطب الجمعة، مراعاة لأحوال الناس والتوسط في زمن الخطبة، خاصة وان بعض المساجد يكتظ بالمصلين يوم الجمعة وبعضهم يقف أو يجلس خارج الجامع تحت حرارة الشمس الحارقة . وتلافيا لحدوث لبس او تفسير خاطئ، فإن حديثي هذا ليس خاصا بإمام معين أو مسجد محدد، او منطقة دون غيرها، وإنما أريد الصالح العام، والله من وراء القصد، وهو ولي التوفيق .