23 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما تتزامن... محاولة التركيع مع هرولة التطبيع

23 يوليو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى الْيَوْمَ محاصر، الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي ينصب طوقه الإجرامي ويغلقه إغلاقا تاما لأول مرة منذ خمسين عاما لمنع المصلين من الدخول للصلاة، وقطر الْيَوْمَ محاصرة من الجهات الثلاث جوا وبحرا وبرا بشباك الأخوة والجيرة ويمنع شعبها من زيارة البيت الحرام لتأدية فريضة الحج وقد سبقه المنع والطرد من تأدية العمرة .. إنها مفارقات الحياة تتساوى سطوة العدو الإسرائيلي مع سطوة الأخ الشقيق في العقاب، والحصار والحرمان من ممارسة الشعائر الدينية المفروضة عليه، وان اختلف المكان والهدف، إلا أن تأدية الشعائرالدينية تبقى هي المقوم والعامل المشترك، كما هو العامل الزمني المتزامن مع حصار قطر، وكأنها خطة مبرمجة بتوقيت زمني مبرمج، اتفق فيه الحليفان العدو الإسرائيلي مع دول الحصار على استخدام اُسلوب المنع والطرد، دون احترام لمفاهيم السيادة الدينية والعقائدية. ودون التأمل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا تشد الرحال إلاّ لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"، فأي رحال للمسلمين الى تلك المساجد والعدو الصهيوني حشد الكتائب والمدرعات والجيوش أمام المسجد الأقصى لمنع المصلين، والمملكة العربية السعودية الشقيقة اتبعت أسلوب الوصايا في التحكم بالمنع والموافقة، ثم ذَرالرماد في العيون، للسماح للقطريين بالحج بشروطها بعد المنع دون الإفصاح المباشر في تحقيق الأمان.. المسجد الأقصى الْيَوْمَ في يد الصهاينة، هم المشرعون في فتحه وإغلاقه، ويحق لهم، في وجود صمت عربي، وصراعات عربية، وتطبيع عربي، فكم نستشعر بالألم كما نستشعر بالإهانة، تغلق أبواب الأقصى ويمنع المصلون من الصلاة فيه والممارسات الإسرائيلية قائمة لمن يقترب من بواباته من قتل واغتيال واعتقال ورش مسيل الدموع، بهدف الحرمان والانتقام، وحكومات الدول العربية والاسلامية اتبعت سياسة لا أرى لا أتكلم لا أسمع، وكأن على رؤوسها الطير بينما تتأسد وتزمجر بقوتها وتنفث ريشها وتبرز عضلاتها على اشقائها وجيرانها، فها هي دول الحصار لا تختلف في أسلوبها في التعامل مع قطر، مع أسلوب اليهود مع الفلسطينيين في الداخل في الحصار، فأين أنتم من موطن الأنبياء وأين أنتم من مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أن القدس أصبحت أغنية تلهو بها حناجرنا لنعلن للعالم أن البيت لنا والقدس لنا.. كما نوهم أنفسنا، بأيدينا سنعيد بهاء القدس.. بأيدينا للقدس سلام آت... كما كانت تشدو بها فيروز أين تلك اليد الآن التي ستعيد لنا القدس؟ بل أين الْيَوْمَ من يستنكر ويهدد ويقاطع؟ وأين نحن من قول الله في كتابه "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود" وقوله : "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم". عبث صهيوني يقابله صمت عربي، فأين اليوم من الأمس، حين تنفث الصهيونية سمومها في القدس وغزة من انفجارات واغتيالات وحين تحصد الأرواح وتدك البنايات والبيوت على رؤوس أصحابها، ويرتفع رصيد الشهداء، تشّمرالحكومات العربية والإسلامية عن ساعدها بالتسارع في عقد المؤتمرات واللقاءات، وإصدار البيانات بالتوقف والتهديد بالمقاطعة لإسرائيل وحلفائها، وتحشد الشعوب للقيام بالمظاهرات والخروج في الشوارع للتنديد والاستنكار، لأنهم كانوا يحملون في فكرهم المسجد الأقصى مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفِي عقيدتهم قبلة المسلمين الأولى، ووجوبية حمايتها والدفاع عنه باعتباره قضية دينية واسلامية.. فكانت هناك وحدة عربية وإسلامية، وكان هناك رجال شرفاء أصحاب قضية، وكانت هناك دول لها ثقلها ومكانتها وكلمتها وجدّيتها، الْيَوْمَ انهارت الملكيات، وضعفت المشايخ، وهزلت الجمهوريات، فالأرض التي أنجبت الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله الذي قال :"إن الدولة المسلمة، التي يرفرف في سمائها علم اسرائيل لاتطأ أرضها قدم فيصل"، لم تعد تنجب مثله الْيَوْمَ بل أنجبت من رفع راية التطبيع مع إسرائيل، وصافحت حلفاءها، ومصر العربية القومية التي أنجبت الزعيم عبدالناصر الذي أعلن في قمة الخرطوم عن اللاءات الثلاث "لا اعتراف ولا تفاوض ولا صلح" مع اسرائيل، التي عرفت بقمة اللاءات الثلاث في الخرطوم عام 1967م هي مصر التي يقودها النظام الحالي الذي فتح نوافذه البحرية والبرية امام الكيان الصهيوني لإنجاز معاملاته الاقتصادية بكل أريحية ليحقق له أحلامه ويحقق مصالحه بلا حّس وطنّي وقومّي، وبلا اعتبار لغضب شعبه. ودولة الإمارات التي انطلقت منها مقولة زايد رحمه الله الشهيرة "ان النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" حرب أكتوبر عام 1973م هي اليوم الدولة القائمة على التطبيع مع إسرائيل "فلم يبق في أجندة العرب إلا استنكار الشعوب ومظاهراتها في غياب الأنظمة. الْيَوْمَ النخوة العربية الإنسانية سقطت في وحل المصالح لم تعد هناك مؤتمرات ولا لقاءات ولا بيانات ولا مقاطعات، ولا استنكارات، والدول العربية ملهية بنزاعاتها وصراعاتها الداخلية مع شعوبها، والخارجية مع اشقائها وجيرانها، والشعب الفلسطيني المرابط هو من يدافع ويواجه العدو بجنازيره ودباباته وإجراءاته العصابية، والشعوب العربية والإسلامية هي التي تستنكر، فالكارثة التي وصلت اليها الاوطان العربية تعاملها مع القضية الفلسطينية على انها قضية حماس والأسوأ من ذلك اعتبارها حماس إرهابية، وان من يمّولها إرهابّي، لذلك حدثت الانقسامات الدولية والعربية وتوارت قضية بيت المقدس عن أجندتها، فلم تعد هناك قضية دينية، والحلم العربي أصبح فقاعات هواء يحسبه الظمآن ماء، ودولة قطر متهمة بالارهاب لدعمها لحماس وتحاصر. ولكن يبقى الأمل مع وجود من يحمل على عاتقه لواء القضية الفلسطينية، ويؤكد على الدفاع عنها، باعتبارها قضية شعب، وقضية دين، انه تميم المجد، الذي استنكر حصار وإغلاق المسجد الأقصى وأكد أن ما تقوم به إسرائيل يمثل انتهاكا خطيرا لحرمة المقدسات الاسلامية، واستفزازا لمشاعر ملايين المسلمين في العالم، كما أكد تضامنه مع الشعب الفلسطيني في خطابه التاريخي للشعب القطري 21/7/2017 وهذا نهجه المعتاد في خطاباته الدولية والإقليمية يحمل هّم الأقصى، وهمّ القضية الفلسطينية، ولا ننسى خطابه في الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة قال: الانتهاكات المستمرة للأقصى دليل على غياب السلام لدى اسرائيل. انها بصمة مشرفة سيسجلها التاريخ لأميرنا تميم المجد، الذي جعل القدس قضيته، وحمل شعار لا للتركيع ولا للتهويد حفظه الله من زمرة الظالمين، ومن قساوة الحصار، وحفظ الخليج من دسائس المنافقين، وحفظ المسجد الأقصى من براثن الصهيونية.