27 أكتوبر 2025
تسجيلنظل دائما مهمومين بشأن التعليم على محتلف مرتكزاته ومخرجاته سواءعلى مستوى الطالب أو الكتاب المدرسي أوالمعلم ، وهو صلب العملية التعليمية ، ولايكفي المعلم هم التدريس حتى نحمله هما إلى همه بعد أن فرضت عليه أعباء إدارية أرهقت كاهله، وأطلت بمنغصاتها على الملأ بعد أن أعياهم الانتظار في إيجاد حل لهمومهم التي شلت قدراتهم الأكاديمية، وأصبحت الأعباء الإدارية عقبة أمام تطوير مهاراتهم التدريسية، وأضحت مشكلة حقيقية تهدد مستقبل العملية التعليمية. على المعلم أن يقوم بأعباء كبيرة مما يدعوهم إلى التذمر، فالمعلم عندنا مطلوب منه بالإضافة إلى التدريس عليه التحضير إلكترونيًا ورصد الغياب وإدخال الواجبات ورفع الدرجات والخطط الفعلية والتواصل مع أولياء الأمور وإبداء الملاحظات حول الطلاب والالتحاق بالدورات التدريبية والورش خلال فترة الدوام، والتدريب على النظام الإلكتروني، والتعليم الإلكتروني، وإعداد الملف المهني والمشاركة في الحصص الإثرائية وحصص التقوية، وأعمال المراقبة والتصحيح، وغيرها من الأعباء التي تأخذ جزءًا كبيرًا من وقت المعلم وتشغله عن مهام عمله الأكاديمي داخل الصف. تزايد الأعباء الإدارية والتكليفات والتعميمات اليومية ساهم في تراجع المستوى الأكاديمي للمعلمين، وواضح أن الظروف الحالية لا تساعد المعلم على أداء عمله كما يجب، وقد حذّر مختصون في مجال التعليم من تردي معنويات المعلم القطري نتيجة عدم حصوله على الكثير من الحقوق التي يطالب بها ، بل إن هناك أصواتا تعتقد أن من القائمين الكبار على وزارة التعليم يحاربون المعلم ولا يريدون إنصافه. وأن بعض من في أروقة الوزارة وبعض من يملك القرار ينظر إلى المعلم على أنه هو الموظف الحكومي المدلل الذي يخرج مبكرا ويتمتع بأكثر قدر من الإجازات، ولا لوم عليهم في ذلك، لأنهم لم يعيشوا أزمة إدارة حصة دراسية واحدة محملة بمهمات تنوء منها الجبال . الطلبات المتكررة والأعباء الضخمة وعلى رأسها الملف المهني الذي يأخذ وقتًا طويلاً من جهد المعلم، إضافة إلى غيرها من الأعمال الإدارية هي في حقيقتها بعيدة عن الاهتمام بالطالب ، وتكون على حساب تركيز المعلم داخل الصف، الأمر الأهم بالنسبة لنتائج تلك المهام الإضافية هي هيبة المعلم التي تتعرض للضغوط وتنعكس على الحالة النفسية ما يقلل من عطائهم . لانختلف أن متطلبات معينة ممكن تركها للمعلم لإدارتها داخل الفصل، لكن ما ذنب المعلم إذا أضيفت إليه مهام خارج نطاق مهامه مثل جمود المناهج التي تمثل عقبة أمام إبداع المعلم، وما ذنبه بتحميله مسؤولية التخبط الإداري وتضارب التعميمات بين كل من هيئتي التعليم والتقييم، نرى أن الأمر يحتاج إلى إمعان النظر لحال المعلمين للارتقاء بمستواهم لخدمة العملية التعليمية وتحسين مخرجات التعليم. ليس من الإنصاف أن يتحمل المعلم أعباء جميع إصلاحات التعليم، وفي الوقت ذاته هو المسؤول وحده عن الطلاب، وعن الأمورالإدارية الصرفة ، المعلم وحده يعيش في خنادق الصفوف .. فأنصفوه ، وسلامتكم .