19 سبتمبر 2025
تسجيلفى كل بقاع العالم من مشارقها إلى مغاربها يستقبل كافة المسلمين شهر رمضان الكريم بطرق متنوعة،وعادات وتقاليد تختلف من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى منطقة بشكل هندسى يبهر العالم فى مظاهر الاستقبال والحفاوة التى ينتظرها كل منا من العام إلى العام التالى لما يخص هذا الشهر من مكانة دينية ونفسية فى قلوب المسلمين وما يحمل هذا الشهر من حسنات وأجور لا حصر له، فالجميع حريص على الالتزام الدينى والأخلاقى والتفرغ له بقدر المستطاع للعبادة والتقرب إلى الله حتى يخرج منه بطاقة دينية عالية تعينة الأيام القادمة، وكل شخص حريص كل الحرص وبقدر استطاعته أن يكون وسط أهله ووطنة فى رمضان لحرصه على الشعور بكل الأجواء الرمضانية فى هذا الشهر وتختلف عن الشهور لأن كل مايحيط به من أجواء تأخذ أشكالا مختلفة حريص على الشعور بها بين أهله. ولكن لو تحدثنا عن رمضان بشكل خاص فى قطر فلن نستطيع أن نوفى الحديث عنها، فإذا كانت قطر طوال العام بشكل ولون مختلف فى كل جوانب مجالاتها واتجاهاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والثقافية، وتفاجئنا كل يوم تلو الاخر بمواقفها الرائدة تجاه شعبها واتجاه العالم بأكمله ولكنها فى رمضان لها نكهة خاصة يختلف طعمها ورائحتها عن كل شهر من الشهور لما تتميز به من عطاء بلا حدود وأضواء من الخيرات لا حصر لها تغطى كل شبر على أرضها وأهم ما تميزت به قطر هذا العام من نعمه توافرت لنا ولجميع من يسكن على أرضها وحرمت منها شعوب ودول مجاورة نعمة الأمن والأمان والاستقرار الذى استطاعت قطر أن تأمنه لشعبها بأن نستقبل هذا الشهر ونحن امنون فى الوطن والمعيشة والسكن ونؤدى كل المناسك الدينية والاجتماعية بشكل فوق الطبيعى من الهدوء النفسى فى وقت حرمت منه دول مجاورة شردت من أرضها وهدمت مساكنها ومساجدها وربما يستقبلون هذا الشهر فى أجواء تحمل كل أنواع الخوف والفزع وانعدام الأمان والاستقرار ولكن وفرته لنا قطر كأبناء وطن ومقيمين وزائرين لها. ورغم ارتفاع درجات الحرارة فى هذا الشهر ولدى العديد من المواطنين والمقيمين أجازات تمنكهم من السفر إلى خارج قطر إلا أن الغالبية العظمى من المواطنين حريص كل الحرص على أن يقضونه فى ربوع قطر، ولو ألقينا الضوء على جميع مؤسسات ووزارات الدولة تجد أشكالا مختلفة من الاحتفالات الدينية التى تميز كل مؤسسة عن الأخرى فى برامجها الدينية والاجتماعية التى تقدمها للقائمين على تفعليها وخدمات متنوعة للفئات المستهدفة من خدمات هذه الجهات الحكومية، ولو نظرنا إلى الأجواء الدينية التى تظلل قطر بمساجدها وأئمتها فى كل مكان وكل عام تزداد المساجد والخدمات التى تقدم فيها بشكل يفوق العام الذى قبله ولاحظنا الفرق حينما قضينا رمضان بدول أخرى فى الاهتمام والعناية بمساجدها وتفوقت قطر فيها، وماي بهرنا أيضا هذا العام زيادة عدد الأئمة والداعاة الدينيين من الشباب بالمساجد ووسائل الاعلام بصورة ترفع معنويات كلا منا، ولو تأملنا على موائد الرحمن التى تغطى كل مناطق الدوحة وترحب بجميع المقيمين على مائدتها، إلى جانب العديد من العوائل القطرية التى تقيم العديد من الموائد للأسر المتعففة والمقيمين وبشكل سنوى محافظين على هذه العادات التى توارثوها عن ابائهم وأجدادهم، ولو ألقينا الضوء على الحشود العامرة بالمساجد كل ليلة ومناظر العباد فى صلاة التراويح تشرح الصدور من كافة الفئات العمرية وبالأخص الفئات الشبابية التى أثلجت صدورنا، ولو تطرقنا إلى الدور الحافل الذى تقوم به المؤسسات الاجتماعية والخيرية بقطر وخارجها بصورة تجعلك تشعر بخير هذا الوطن الذى يتنعم به كل مواطن بالداخل والخارج وما تقدمه من أعمال خيرية اكتسحت قطر والمقيمين من الأسر المتعففة وخارجها فى مساندة كل من طرق بابك يا قطر من ولائم ومشاريع تربوية واجتماعية أحيت بها شعوبا.. ولو نظرنا الى البيوت القطرية والعادات الجميلة والمتبعة من كبار السن بالأسرة القطرية من حيث مائدة الأفطار وتجمع العائلة على الأفطار وحميم العلاقات الاجتماعية التى تزيد روحانياتها فى هذا الشهر الكريم من الجد والجدة والابناء والأحفاد على موائد الأفطار وكل منا حريص على هذه التجمعات الأسرية التى لها لون مختلف من ألوان الأسرة فى تجمعها سواء كان من الرجال او النساء وأصبحت عادة تغترس فى نفوس الأحفاد بشكل حضارى للحفاظ عليها ولو تتبعنا مظاهر رمضان فى الأماكن التراثية والشعبية والثقافية بقطر كسوق واقف والذى يجمع ما بين الأصالة والمعاصرة وكتارا التى جمعت أشكالا مختلفة من مظاهر الثقافة والتراث وتألقها فى رمضان بثوب ورونق مختلف يحضر إليه الغريب قبل المواطن ليعيش معنا كل أجواء رمضان فى حضنك يا قطر ودومت لنا ولشعبك عزا وفخرا على أرضك.