14 سبتمبر 2025

تسجيل

ما أحوجنا "للفاروق"

23 يوليو 2012

* احسب ان الكثيرين جلسوا لمشاهدة "الفاروق" العمل الدرامي الذي يعتبر الاكبر والاضخم في تاريخ التلفزيون الحديث وتسابقت مجموعة من التلفزيونات والقنوات الفضائية للفوز بسبق عرضه خلال هذا الشهر الفضيل رغم موجة الاعتراضات والمقاطعات التي تدفقت عبر كثير من وسائل التواصل وصفحات الصحف والمجلات الخ. * نترك الرأي الفقهي والديني للمرجعيات الاسلامية ولشيوخ الدين ونتمنى الا يدخل هذا العمل في الدائرة المظلمة التي باتت تظلل كثيرا من الاعمال فادخلتها في نفق التحريم تارة وظلامات الارهاب وتوابعه تارات اخرى نتمنى ان يكون هذا العمل الابداعي قد تيسر له فئة من العلماء الاجلاء المستنيرين ليخرج للنور ودون ان تغرس بقع سوداء على جبينه. * ما احوجنا لاستخلاص قيم العمل واهدافه النبيلة ودون اي جرح لقيمنا الاسلامية وثوابتنا العليا.. ما احوجنا لتسليط الضوء اكثر واكثر على عدل الفاروق وقيم التسامح والاحسان والتواضع وقوة القبضة على سيف الحق، ما احوجنا لنموذج الحاكم العادل الانسان والتي رافقت وميزت فترة خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه انها الصورة الاكثر مثالية في تاريخ حكم البشر والتي استمدها من معلم البشرية الاول المصطفى عليه افضل الصلوات والسلام ومن نهج كتاب الله الكريم. * ما احوجنا الى ابراز وهج الفعل الانساني حينما يرافق قبضة الحكم وتجلية العدل والفعل الراشد الامين لعلها تلامس قلوب بعض حكامنا الذين يعيشون في ابراج مشيدة لا تلامس حاجة شعوبهم الرازحة تحت خط الفقر والمرض والجهل.. ما احوجنا لعدل الفاروق ولاستقاء اعظم دروس في مواجهة صنوف الطغيان والظلم وثورة الربيع العربي كشفت عن حكام حولوا قصورهم لقلاع للفساد والافساد وللبطش واغلقوا اذانهم عن الانين والوجع والجوع والعطش. * ان مسلسل الفاروق وخلال حملة الترويج حرض كثيرا من النفوس تشوقا لابراز خفايا هذه الشخصية الفذة وتقريب المعاني، ان المشاهدين للقنوات الفضائية وهم صيام من حقهم وسط ضجيج البرامج الهابطة واختلال الموازين ما بين الاعلام الناضج والاعلان التجاري الرخيص المفتقد لأي قيم واهداف غير الربح التجاري فاستعمل جسد المرأة وتطفل على خصوصيتها وكسر الحواجز لصالح مصالح مادية بحتة. * ان الصائم يحتاج لاستراحة واستجمامة تتخلل اداءه لفروضه ومتطلباته من صلاة وقراءة للقرآن والتزامات اسرية وتواصل انساني وزيارات للمرضى.. ومسلسل "الفاروق" عمل ابداعي ينقل اضاءات هذه الشخصية بحيث يكون عونا للعامة والخاصة وقد يستمد منه الحكام الطغاة فلسفة جديدة لادارة دفة الحكم في بلدانهم وللانسان العادي شعاع أمل لحياة كريمة تسع الجميع بما يرضاه الله لعباده وبحسب ان الدراما لها سحرها وادواتها.. فهل هذا مستحيل؟. همسة: الابداع الانساني طائر باجنحة يمكن ان يحلق بنا لفضاءات زمانية كانت بعيدة لكنها هي الاقرب لقلوبنا ورمضان كريم.