15 سبتمبر 2025
تسجيلتمثلت ثورة 17 فبراير من العام الماضي بمثابة اشراقة جديدة لليبيا و لشعبها بعد عقود طويلة من العزلة و الظلام الذي كان يعيشه الليبيون خلال فترة الاستبداد و القهر حيث كانت جميع مناحي حياة المواطن الليبي مهيمن عليها و في كل المجالات و من بينها في المجال الرياضي التي كان يلعب خلالها النظام المستبد دورا كبيرا لابرازه و الهيمنة عليه من دون افساح المجال للموهوبين للبروز وتمثيل بلدهم بأفضل صورة ممكنة . فعلى صعيد تاريخ الرياضة الليبية و مع قرب بداية انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في لندن بعد أيام معدودة من الآن ، لم تكن المشاركة الليبية في تاريخ الأولمبياد مشرقة تماما بل عرفت الكثير من تحكم السياسيين على الرياضة حيث كانت أول مشاركة ليبية في أولمبياد طوكيو عام 1964 و منذ ذلك الوقت و الى غاية أولمبياد بكين عام 2008 ، شارك الليبيون في تسع دورات أولمبية فيما تغيبوا لثلاث مرات خلال هذه الفترة و بالتحديد في أولمبياد ميونخ عام 1972 ، في أولمبياد مونتريال عام 1976 و أولمبياد لوس أنجلس عام 1984 بقرار سياسي بحث . و خلال المشاركات التسع ، كان التواجد الليبي خجولا للغاية حيث لم يزد عدد اللاعبون الليبيون المشاركون عن الأربعة أو الخمس بالكثير باستثناء أولمبياد موسكو علم 1980 و التي شارك فيها 29 لاعبا من بينهم أول امرأتين ليبيتين تشاركن باسم ليبيا في تاريح الأولمبياد و هن السباحتين و الشقيقتين نادية و سعاد فيزاني ، و دائما ما كانت المشاركة الليبية مقتصرة على الألعاب الفردية كألعاب القوى ، الدرجات الهوائية ، السباحة ، رفع الأثقال ، كرة الطاولة و الألعاب القتالية كالجودو و التايكوندو فيما كانت المشاركة الليبية الوحيد في تاريخها في الألعاب الجماعية عبر منتخب كرة الطائرة للرجال الذي تواجد في موسكو عام 1980 من دون أن يحقق النتائج الايجابية . و طوال الأربعة و الاربعون عاما من تاريخ المشاركة الليبية (الى غاية أولمبياد 2008 ) ، لم تستطع البلاد تحقيق أي ميدالية ملونة كما فعلت ذلك الدول المجاورة لها في المغرب العربي . بعد ثورة 17 فبراير المجيدة و مع كل المصاعب التي تعيشها الرياضة الليبية و من بينها عدم الاستقرار الأمني في البلاد الى الآن و الذي كان آخرها اختطاف رئيس اللجنة الأولمبية الليبية نبيل العالم من قبل أشخاص مجهولين و مشاركة خمسة لاعبين فقط في لندن سيتواجدون في أربعة ألعاب و هي ألعاب القوى ، الجودو ، السباحة و رفع الأثقال الا أن آمال الليبيين سيكون كبيرا و هم يرفعون علم الاستقلال لأول مرة في سماء لندن بدلا من العلم القديم حيث ستعتبر تلك اللحظة بمثابة الآمال الجديدة للرياضيين الليبيين لمستقبل أفضل يتمنونه بعد الخروج من الظلام الدامس .