08 أكتوبر 2025

تسجيل

السيسي ومسافة السكة إلى ليبيا !

23 يونيو 2020

يبدو أن تصحيح الوضع في ليبيا بعد سنوات طويلة من تمادي وغطرسة الانقلابي اللواء خليفة حفتر، وتعديه مراراً وتكراراً على الشرعية الليبية، وتسببه في الفوضى العارمة والقتل والتدمير في العاصمة طرابلس وكافة المدن الليبية؛ يبدو أنه أزعج داعميه كثيراً لاسيما بعد أن أحدث الدعم العسكري التركي تغييراً ميدانياً كبيراً لصالح قوات حكومة الوفاق الممثل الشرعي للشعب الليبي، وهو ما دعا الدول الداعمة للانقلابي خليفة حفتر للتحرك سريعاً لانقاذه بعد تقهقر مليشياته وعصاباته ومرتزقته إلى الشرق الليبي على أمل تطبيق خطة سياسية عاجلة يلتقط من خلالها حفتر وعصاباته الأنفاس، ويتمكنوا من إيجاد دعم سريع يُعيد تمركزهم من جديد على الأقل فيما تبقى لهم من مواقع كمدينة سرت وقاعدة الجفرة، التي يسعى الجيش الليبي الشرعي لاستعادتها من حفتر ومليشياته ومرتزقة الفاجنر، الذين يُعوّل عليهم كثيراً للصمود أمام قوات الوفاق الشرعية. ولعل تلويح عبدالفتاح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا واعتباره مناطق سرت والجفرة بالخط الأحمر لهو انعكاس لرغبة القوى الداعمة للانقلابي حفتر وحليفه عقيلة صالح رئيس ما يسمى بمجلس نواب طبرق، وهو نفس الأسلوب الذي طبقته هذه الدول في انقلاب السيسي على شرعية الرئيس المصري الراحل محمد مرسي وما تُريده هذه الدول بليبيا هو ما فعلته في مصر، لجعلها تخضع لسلطة العسكر والعمل على إضعافها وتدمير تنميتها وقدراتها البشرية والطبيعية!. ورغم أن مصر تواجه أزمة خطيرة تهدد أمنها القومي تتمثل في سد النهضة الإثيوبي الذي لم تستعرض فيها قوتها ونفوذها الإقليمي كما هو حالها في الشأن الليبي، إلا أن السيسي بغبائه ينوي الزج بجيشه في حرب خاسرة طرفها الأول الشرعية الليبية والشعب الليبي، الذي رفض هذا التهديد الذي يُعد سابقة تاريخية في العلاقات بين مصر وليبيا، ولكن من الواضح أن الأمر ليس بيده فهو يتلقى الأوامر من أسياده في أبوظبي والرياض، وبدعم من الدول التي عاثت في ليبيا فساداً وخراباً طوال السنوات الماضية كروسيا وفرنسا، أملاً بأن يكون لهم نصيب في خيرات وثروات الشعب الليبي. وفي المقابل تسعى حكومة الوفاق إلى بسط نفوذها على كامل التراب الليبي بدعم تركي وبخطى متسارعة من خلال حسم معركة سرت والجفرة، وقطع الطريق أمام أي قوى وأطراف إقليمية أو دولية للتدخل إما بذريعة وقف إطلاق النار الذي لم يدع أحد إليه عندما كانت العاصمة طرابلس تُدك يومياً بطائرات المجرم حفتر وداعميه الإمارات ومصر وفرنسا وروسيا، وتحت مرأى ومسمع العالم، وبتخاذل أممي يندى له الجبين، أو من خلال تدخل عسكري سافر كما هو الحال مع تهديدات السيسي الذي يسعى إلى أن يكون له نصيب في "الرز الليبي" بعد أن أصابته التخمة من "الرز الخليجي"!. فاصلة أخيرة تسعى جامعة "الخيبة" العربية من خلال اجتماع وزراء خارجيتها اليوم في عاصمة الخُذلان العربي إلى إعطاء غطاء شرعي ودعم لتدخل عسكري مصري في ليبيا وهو بلا شك مُخالف لميثاق ومبادئ الجامعة!. باختصار "انقلابي يُريد أن يُنقذ نظيره الانقلابي بدعم من منظمة فاشلة معظم زعمائها يرسخون للاستبداد والطغيان وقهر الشعوب"!. [email protected]