14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وباكستان.. تعاون إستراتيجي

23 يونيو 2019

مذكرات التفاهم تعزز تنسيق المواقف في القضايا المشتركة غرس شجرة الصنوبر دلالة على متانة العلاقات بين الدوحة وإسلام آباد الحفاوة البالغة بالزيارة تؤكد أهمية العلاقات القطرية الباكستانية سياسة الانفتاح في العلاقات الخارجية أكسبت الدوحة شراكات إستراتيجية مع دول العالم الحفاوة البالغة ومراسم الاستقبال الرسمية التي أقيمت لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في جمهورية باكستان الإسلامية، سواء كان ذلك لدى وصوله مطار قاعدة نور خان الجوية، حيث استقبله دولة السيد عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني، ووزير خارجيته ومستشاره الخاص وكبار المسؤولين، والتحية التي وجدت ترحيبا بزيارة الدولة التي يقوم بها سموه، وذلك بإطلاق المدفعية لـ 21 طلقة مع وصول سموه، أو مراسم الاستقبال الرسمي لسموه في مقر رئاسة الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية والتي بدأت بعزف النشيدين الوطنيين ثم استعراض حرس الشرف، وتحليق طائرات جي إف 17 الحربية ترحيبا بزيارة سموه. واقترنت هذه الحفاوة والمراسم الرسمية بترحيب يمثل جوهر العلاقات المتينة بين الزعيمين وهو قيادة رئيس الوزراء الباكستاني بنفسه للسيارة وإلى جانبه سمو الأمير في لفتة تشير إلى العلاقة الودية بينهما. كل هذه الحفاوة تعكس مكانة حضرة صاحب السمو ودولة قطر لدى جمهورية باكستان الإسلامية والاهتمام الكبير بزيارة سموه الرسمية إلى إسلام آباد، ومدى عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين. لقد أسفرت الزيارة في يومها الأول عن حصيلة كبيرة من النتائج التي ستسهم في تقوية وتطوير علاقات الصداقة والتعاون والشراكة بين البلدين، خصوصا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين حكومتي البلدين في العديد من المجالات من التجارة والاستثمار والطاقة والسياحة والتعليم والتعاون الفاعل في مكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فضلا عن تنسيق المواقف فيما يتعلق بالقضايا المشتركة على الساحتين الإقليمية والدولية، وخصوصا الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والتصعيد المتزايد في منطقة الخليج. إن هذه الزيارة المهمة، مسنودة بالإرادة القوية لسمو الأمير ودولة السيد عمران خان رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية،، من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، وأن تعبد الطريق أمام انطلاقة كبيرة نحو التعاون الإستراتيجي بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وما يميز العلاقات القطرية - الباكستانية، إنها علاقات لها جذور ضاربة في عمق التاريخ، وساعدت الزيارات المتبادلة والمشاورات المستمرة بين قادة البلدين والحرص والرغبة المشتركة على أن التقدم بثبات نحو بناء شراكة إستراتيجية تجعلها نموذجا يحتذى به في المنطقة، وهو أمر تتوافر له كل المعطيات، إذ تجمع بين البلدين والشعبين العديد من المشتركات الثقافية والدينية والتطابق في المواقف إزاء الكثير من القضايا على الساحتين الدولية والإقليمية. لقد ساهمت اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر، وانفتاح الدوحة على إسلام آباد وتعزيز حركة الصادرات والواردات بسبب الخط الملاحي المباشر بين البلدين الذي تم تدشينه في عام 2017 ليربط ميناء حمد بميناء كراتشي، في ارتفاع حجم التبادل التجاري بين دولة قطر وباكستان بمعدلات قياسية. كما يعتزم البلدان توسيع تعاونهما في المجالات الاقتصادية والدفاعية والسياسية؛ لتحقيق النمو المتبادل والمنفعة لكلا البلدين. ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في مجالات الاستثمار والتجارة والتعاون في تحريات محاربة غسل الأموال، بالإضافة إلى لجنة العمل القطرية الباكستانية التي تم تشكيلها لتعمل على تسهيل مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري؛ كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تطوير الاستثمارات القائمة ويرفع من وتيرة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي ويفتح الباب للمزيد من الفرص أمام القطاع الخاص في البلدين ويساعد الشركات القائمة للحصول على فرص جديدة في المرحلة المقبلة. زيارة صاحب السمو إلى الشقيقة باكستان التي تعد دولة محورية مهمة في منطقة آسيا، تأتي أيضا في إطار سياسة الانفتاح في العلاقات الخارجية التي يتبناها سموه نحو العالم، وهي السياسة التي أكسبت دولة قطر مكانة رفيعة ومتميزة، وهي إحدى ثمار هذه السياسة التي نسجت بفضلها دولة قطر شراكات إستراتيجية عديدة مع غالبية الدول المؤثرة في العالم، وأصبحت الدوحة قبلة ومحطة مهمة التي يحرص قادة العالم على زيارتها والتنسيق معها حول كافة القضايا. والثابت أن قطر تتمتع بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف وتميل إلى تطوير التعاون الإستراتيجي لتحقيق المصالح المشتركة للشعوب، لذلك تجد هذه العلاقات التأييد والدعم لتحقق الاستدامة المطلوبة في نجاح المشروعات. وقد شهدت الأشهر والسنوات الأخيرة جولات مهمة لحضرة صاحب السمو، شملت دولا عديدة ومهمة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأمريكا، وكان آخرها مشاركته الفاعلة في قمة منتدى «التعاون وبناء الثقة في آسيا» في دوشنبه، وحرص أبرز القادة المشاركين في القمة على لقاء سموه، لتعزيز الشراكات الثنائية القائمة مع دولهم، وبحث الدور المشترك الذي يمكن القيام به لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي في ظل التصعيد في الخليج. وفي باكستان، كان لافتا قيام سمو الأمير المفدى بخطوة رمزية لها دلالة كبيرة، إذ غرس شجرة صنوبر في حديقة مجلس الوزراء الباكستاني؛ تعبيرا عن متانة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، وهو أمر يبشر بعزم أكيد على أن المستقبل سيشهد المزيد من الازدهار في العلاقات بين البلدين والتوجه القوي نحو تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين. [email protected]