الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد ومناصب أخرى

قبل كل قول لا بد من تقديم أحر التهاني إلى سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود بنيله ثقة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لترشيحه لمنصب ولاية العهد ونيله ثقة "هيئة البيعة الملكية" لتوليه ذلك المنصب الرفيع إلى جانب أن يكون نائبا لرئيس مجلس الوزراء السعودي ومناصب أخرى وأهمها أن يكون وزيرا للدفاع.(2)يأتي تعيين سمو الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع في ظروف عربية وخليجية على وجه التحديد حالكة السواد، عربيا: الوضع في أسوأ حالاته. العراق لم يعد لنا نحن العرب فيه نصيب، وقد أسهمنا في ذلك، ولا أريد إنكاء الجراح، فقد استولت عليه إيران وتديره لتحقيق أهدافها الإمبراطورية الفارسية، وهم لم يخفوا ذلك، ولا داعي لترديد ما قالوا في هذا المجال فقد كتب فيه الكثير.سورية الحبيبة التي كانت السد المنيع مع العراق في مواجهة الحروب الصليبية والمغولية والفارسية دفاعا عن العرب تجتاحها حرب عالمية لا هوادة فيها بترحيب من نظام بشار الأسد الأناني الحقود، الشعب السوري يتعرض للإبادة والتهجير والتشريد والنزوح الاختياري أو الإجباري عن طريق القوة إلى خارج وطنهم وممتلكاتهم. اليمن وما أصابها ليس بخاف عن كل ذي عين تبصر وأذن تسمع، ميليشيات مسلحة لم تترك حتى صغار السن لم تجندهم للحرب من أجل إسعاد الثنائي المخيف، عبد الله صالح والحوثي، لا من أجل يمن حر سعيد. بل حراك مسلح يعمل من أجل القضاء على الوحدة اليمنية التي شوهها علي عبد الله صالح وكره الخلق فيها. ومن لم يمت في اليمن بالرصاص والصواريخ يموت بمرض الكوليرا أو الجوع، وليس هناك حكومة وطنية في الداخل أو المنفى يلتف حولها الناس من أجل إنقاذ اليمن من التهلكة، والرئيس عبد ربه منصور مغلوب على أمره فلا مال يعينه ولا جاه يجذب حوله الخلق لمناصرته، وخلافات محتدمة بين قادة عاصفة الحزم التي راهنا عليها كثيرا في إنقاذ اليمن. خلافات قادة الحزم تدور حول حزب الإصلاح البعض يخونه ويحاربه باعتباره كما يزعمون امتدادا لحركة الإخوان المسلمين الذي اعتبره بعض أطراف عاصفة الحزم منظمة إرهابية، والبعض يؤكد بأنه لا يمكن الاستغناء عن الحزب وأنصاره في هذه الظروف. ودعوة الكاتب انقذوا اليمن من التهلكة اليوم، وفيما بعد صفوا خلافاتكم بلا قتال، انفصلوا، اتحدوا، التحقوا بأي طرف من أطراف عاصفة الحزم، هذا شانكم يا معشر اليمنيين. وليبيا تعيش في وضع لا أعرف كيف أصفه، لكني أقول لم تسلم ليبيا من عبث بعض دول النفط العربي ومناصرتهم لعسكري مهزوم في تشاد في زمن مضى وهرب إلى أمريكا وعاد ليفرض نفسه لاعبا عسكريا وسياسيا بدعامة مصرية سيسية متخلفة، وأموال نفطية زائدة، وخسرنا ليبيا وشعبها العربي الأصيل وانشغل بنفسه، ولا يعلم نهاية لما يجري إلا الله.(3)حال خليجيا العربي: وصلت يا سمو الأمير محمد بن سلمان إلى أقرب نقطة من قمة هرم السلطة العليا في المملكة إن لم تكن في أعلاها، ويقيني بأن لك القول الفصل.وأمامك خارطة خليجنا العربي السياسية والاجتماعية والعسكرية، قواعد عسكرية أجنبية منتشرة في هذا الجزء الجغرافي من وطننا العربي الكبير أنها ليست لحمايتنا وإنما لحماية مصالحها في هذه المنطقة الهامة من العالم. اجتماعيا تعلم حق العلم أن المجتمع الخليجي متداخل ومتشابك قبليا وعائليا ويقيني بأنه لا توجد أسرة من أسر أهل الخليج ليس لهم أهل في أكثر من دولة خليجية، وشرط القرابة من الدرجة الأولى.سياسيا، فرض على دولة قطر شقيقتكم، حصار بلا وجه حق، وكل الاتهامات التي تتهم بها قطر باطلة وظالمة ويقيني بأن سموكم يعلم ذلك حق العلم، وقد ثبت اختراق وكالة الأنباء القطرية بموجب شهادة خبراء من أجهزة حكومية أمريكية وبريطانية إلى جانب خبراء قطريين، وما أذيع ونشر على ذلك الموقع من أقوال اتخذت حجة لفرض الحصار ثبت بطلانها. قد يقول أحد مستشاريكم إنكم فرضتم مقاطعة وليس حصارا لكن البيان الذي ذاعته وكالة الأنباء السعودية نصه يقول: (....) قررت المملكة قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية للوصول إلى قطر، وتقرر إعطاء المواطنين السعوديين المقيمين في قطر مدة أسبوعين لمغادرة قطر، وإلا (...) كما على القطريين مغادرة أراضي المملكة، الخ. أليس هذا النص يعتبر حصارا وليس مقاطعة؟ (4)يعلم الكاتب يا سمو الأمير محمد بن سلمان أن ملف الخليج وحصار قطر بين يديك، وأن لك فيه القول الفصل، وأجزم بأن الشعب الخليجي يتطلع إلى قصركم العامر في مدينة جدة هذه الأيام لعله يسمع أول بيان يصدر من سموكم بعد توليكم هذا المنصب الرفيع وبتوجيه من خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله برفع الحصار عن دولة قطر إكراما لهذا الشهر المبارك ولشعب وحكومة دولة قطر، والإسراع إلى عقد اجتماع عاجل لبحث القضايا الخلافية والتي لا تمس سيادة المملكة السعودية ولا تمس السيادة القطرية.الخليج يا سمو الأمير محمد بن سلمان الوحوش من حوله متربصة به، فلا تجعلون لها سبيلا، التحالفات قد تقلب الطاولة على رؤسنا جميعا، وهذه إيران تطلق صواريخها من غرب إيران ومن وسطه لتصل إلى شمال سورية محلقة في سماء العراق وفي ذلك رسائل هامة لنا في الخليج، تركيا لها مصالح وكذلك إيران، وإذا اصطدما على أرضنا فنحن الضحية، وإسرائيل لن تكون بعيدة عن التحالف الإيراني التركي إذا تعقدت الأمور. إن قوة قطر واستقرارها قوة واستقرار للمملكة فكونوا مع قطر لا تكونوا عليها.آخر القول: ننتظر مبادرة سعودية عاجلة لرفع الحصار عن قطر والاجتماع بين القيادتين لحل الخلافات مرة وإلى الأبد. وأن الله مع من أحسن عملا.