13 سبتمبر 2025

تسجيل

قيمة المسجد

23 يونيو 2016

إنه يوم جمعة..وفيه يذهب المسلمون الى المساجد كعادة اكثر منها عبادة! يعتلي الامام المنصة والمسجد شبه خال.. ويدلي بدلوه وهو متعلق في الورقة الصغيرة بيديه كأنها وسيلة نجاة..لغة جميلة وزخرفة في كلمات لا علاقة لها بالواقع وبالكاد نفهم الزبدة (المغزى) في حين إن الامة غارقة في الظلام والدمار. وأول ما يسلم الامام وقد امتلأ المسجد بقليل من المواطنين والمقيمين وبحشد من العمالة .. نرى من المصلين من يقفزون فورا كالغزلان لا يوجد تسبيح ولا تهليل ولا صلاة سنة وكأنهم أدوا الواجب ليتسابقوا نحو بوابات الخروج بكل فرحة! في آخر جمعة وبعد الانتهاء من الصلاة كان بجواري مصل من بنغلادش وكان ذو لحية طويلة وقد امتلأ وجهه النور وكان مصغياً مركزاً طوال الخطبة ويهز رأسه بالإيجاب فسألته (بقصد)هل اعجبتك الخطبة.. رد قائلا (ما في معلوم عربي بابا)؟؟ فكان ألمي قد سبق ضحكتي.. وهذه رسالتي الى مسئولي وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لأقول لهم اين حقهم وحق الإسلام؟ جميل ان نجمع ملايين الريالات من الناس لبناء ابنية ومساجد في أوروبا وامريكا ودول شرق آسيا لنشرالإسلام .. وجميل ان نقرأ عن العشرات الذين يعيشون بين ظهرانينا يعتنقون الإسلام.. ولكن سؤالي اين تلك الجهود في تبصير وتثقيف العمالة المسلمة غير الناطقين باللغة العربية الذين يعيشون بيننا لتثقيفهم بدينهم وتقوية ايمانهم؟ فهؤلاء لهم حق علينا أيضا؟ وقيمة المسجد ليست في شكله وزخرفته بل في مضمونه.ان العمالة الآسيوية هم الأغلبية في كافة المساجد وهم الذين يحيون العبادات بإخلاص وقد اصبحوا اليوم يؤمون المصلين في كثير من المساجد.. فلماذا لا يُلتفت اليهم واعتبارهذا التواصل الديني معهم كحق من حقوقهم العمالية كونهم يعيشون في دولة دينها الرسمي الاسلام . فلماذا لا تتطور جوامعنا جوهريا أيضا من خلال وضع خدمة الترجمة الفورية ؟ او تخصيص جامع لهم في كل منطقة سكنية. حتى يأخذوا العلم من الامام نفسه وبمفرداته بدل وضع الوسطاء في بعض الجوامع؟ يجب ان يتحلى المسئولون بحس التطور والاخلاص لتوصيل الرسالة الاسلامية الى كل مسلم يعيش على ارضنا الطيبة. فهذه أمانة. والله يعينكم.