15 سبتمبر 2025

تسجيل

ترامب وكاتس والتصنيف الأمني للمسلمين

23 يونيو 2016

برّر وزير المواصلات والاستخبارات الصهيوني يسرائيل كاتس، الفرز النمطي للمسلمين لأسباب أمنيّة، بعد أن أعلن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، أنه مستعد لتبني هذا الإجراء، وذكر إسرائيل كمثال يحتذى. لقد أكد الفاشي العنصري كاتس أن "على وكالات الاستخبارات أن تقوم بالتمييز وأن ترى مصدر المخاطر وتحدد مكانها". مشددا على ارتباط الإرهاب بالمسلمين. ترامب من جهته كان قد أكد هو الآخر أن على بلاده التفكير في وضع مراقبة على المساجد. معروف أيضا أن ترامب يدعو لفرض حظر على دخول المسلمين للولايات المتحدة، وتعليق الهجرة من الدول التي "لها تاريخ مثبت من الإرهاب"! الإسلام هو دين المحبة والإخاء والمساواة. هو دين يحترم بل يدعو إلى المحافظة ليس على الأسرى فحسب. بل على البشر والشجر والحجر. الإسلام هو دين التسامح. إنه البعيد عما يقترفه "داعش" من جرائم. بُعيد انهيار الاتحاد السوفيتي حاولت الولايات المتحدة والحركة الصهيونية والكيان والبعض من الدول الغربية التصوير: بأن العدو القادم للبشرية هو"الإسلام". وبدأوا في اختراع تعبير "الأصولية الإسلامية" وابتدأوا التخطيط لتجنيد الجماعات الأصولية المتطرفة. التي تقوم بتشويه الإسلام. وجرى التركيز كثيرًا على هذا الشعار. للأسف لم يتم توجيه أي اتهامات للتطرف والأصولية في الدين اليهودي وعند اليهود ولا لليهودية ولا حتى للمسيحية! في اليهودية. فإن ظاهرة التطرف هي الأشّد خطرًا في التاريخ. فالتعاليم المحرّفة للتوراة والتي صاغها الحاخامات اليهود وفقًا لمصالحهم، تنطلق من الذاتية و"الأنا" المطلقة. والعدوان على كل الآخرين. واحتقارهم.لم تقتصر الأصولية اليهودية التاريخية السابقة على تحريف التوراة والتلمود على أيدي زعماء الطائفة من الحاخامات الذين أنكروا على اليهود الحق في كل أنواع التعليم (باستثناء التلمود والصوفية اليهودية). فدراسة جميع اللغات والعلوم الأخرى كانت محرمة بصرامة عليهم. جاء الحاخامات المعاصرون "الحاليون" ليترجموا هذه العقائد إلى سياسات ممارسة بعد إنشاء دولة إسرائيل، "فيجوز قتل العرب حتى نسائهم وشيوخهم وأطفالهم"، و"العربي الجيد هو العربي الميت"، و"العرب ليسوا أكثر من أفاعٍ وصراصير".كافة استطلاعات الرأي تبين بما لا يقبل مجالًا للشك: الامتداد الديني الأصولي اليهودي المتطرف في الشارع الإسرائيلي، وأحد استطلاعات الرأي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" تتوقع: أن حجم المتطرفين الإسرائيليين في عام 2025 في إسرائيل. سيبلغ 62% من سكانها اليهود. في المسيحية يوجد التيار الواسع الذي يُطلق عليه "الصهيو - مسيحية". هذا التيار يعتقد بوجوب دعم دولة إسرائيل والدفاع عن بقائها. لأنه اشتراط إلهي من أجل أسباب دينية، ولذلك فإن هذا التيار. يقدّم المعونات بكافة أشكالها ووسائلها لإسرائيل. بصورة أكبر مما تقدمه لها الحركة الصهيونية. أيضًا فإن القس الأمريكي الذي مزّق القرآن الكريم. فإنما يعّبر عن ظاهرة التطرف والأصولية في المسيحية، كذلك هي الإساءات للنبي الكريم سواء عبر كاريكاتير أو مظهر آخر، فإنما يعّبر ذلك عن نزعة التطرف الأصولية لدى أصحابه.إسرائيل حاولت الربط ما بين إرهابها وعنفها والمقدّس..أي أن تجعل من كل مذابحها وجرائهما بحق شعبنا وأمتنا..مسألة مرتبطة بالإله..وهو الذي يبررها وفقا لمعتقدات الحاخامات التحريفيين..بحيت تبدو مسألة ربانية..ما على اليهود إلا اعتناقها وممارستها فعلا على الأرض. للعلم، تمثل النصوص التوراتية، والوثائق اليهودية، ومجمل نتاج الفكر الديني اليهودي في مراحل مختلفة من التاريخ. نموذجا فريدا للدوغمائية الإرهابية العنفية الصهيونية. بحيث لم يـكفّ الحاخامات اليهود عن تغذية تلك الأساطير القبلية المؤسسة للسياسة الصهيونية باستمرار حتى هذه اللحظة. معروف أن السلطة الدينية والحاخامات يشكلون الحاكم بأمره في مصدر التشريع لليهود. أرأيتم كيف يعتبرون أن جرائمهم مقدّسة؟ ولهذا يوغلون في بشاعة اختراع وارتكاب طرق ووسائل قتلهم الفاشي الأسود لأبناء شعبنا وأمتنا! رغم ذلك فإن ترامب ومؤيديه الصهاينة يركزون على تمثيل داعش لما يعممونه عما يسمونه "الإرهاب الإسلامي" من جهة. ويتعامون عن الإرهاب الحقيقي الذي تمارسه دولة الإرهاب الصهيونية. وإرهاب التيار الصهيوني في المسيحية!