من للغارمين بشيكات من غير رصيد؟

بادرة طيبة، ولفتة انسانية محضة، تلك التي اعلنها مؤخرا مركز الشيخ عيد الاجتماعي، التابع لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية، خلال استعراضه لمشاريعه الداخلية التي سينفذها خلال شهر رمضان المبارك، والتي كان من اهم انشطتها التي اعلنتها المؤسسة ذلك المشروع الانساني الذي اطلق عليه (عيد مع اهلك). مشروع (عيد مع أهلك) يحمل بعدا انسانيا اكثر من كونه صدقة او مساعدة، انها عطايا من نوع مختلف، جاءت في وقت كثر فيه النصب والسرقات المقننة والمحبوكة بدقة على فئات من المجتمع، غلبت طيبة اهل قطر عليهم، فوقعوا في براثن مفتعليها من المحترفين، مستغلين السذج منهم الذين لم يحسبوا لهذا اليوم المشؤوم، فجرَّتهم اندفاعاتهم بتوقيع شيكات دون رصيد الى غياهب السجون بسبب تلك الغفلة غير المحسوبة والطمع في ايراد مالي يحسن وضعهم الاجتماعي ويحقق رغبتهم بمجاراة اصحاب الوجاهة والمظاهر الذين ينعمون بأموال وجاه، عرفوا كيف يجمعونها دون مغامرات مهلكة وغير محسوبة. ارقام مذهلة تلك التي نظرتها دوائر الجنح بالمحكمة الابتدائية، الاسبوع الماضي وذكرت ان اكثر من 204 قضايا شيكات من غير رصيد، سيمتثل فيها امام القضاء أفراد وممثلو شركات متورطون في تلك القضايا، والادهى والامر ان اغلبهم من الشباب وأصحاب الشركات، وهو ما يدعو الى دق ناقوس الخطر للانذار بهول الكارثة بعد ان اضحت مؤرقة للقائمين على تنفيذ القانون والاقتصاد، ومؤثرة على الجانب الاجتماعي لحياة المتعاملين معها، ولما لها من آثار سلبية على التعامل المالي بين الأفراد والشركات. لا يكفي لمؤسسة محسوبة الايراد ان تنقذ هؤلاء الغارمين وليس الامر متوقفا على شهر رمضان المبارك، القضية تستحق التحرك الفوري وإنقاذ ما يمكن انقاذه لإعادة هؤلاء المتورطين الى احضان اهاليهم.. ذكر ان المبالغ المدونة في المحررات التي تتابعها الدوائر القضائية في دعاوى ضحايا الشيكات تصل إلى ملايين الريالات، والتي يقدمها حاملو الشيكات، إذ إنّ أغلبها لا يمكن استرجاعه بسبب إفلاس المتهمين أو الإدعاءات الكاذبة والوعود غير الحقيقية التي يقطعها هؤلاء للضحايا أو هروبهم من وجه العدالة. (عيد مع اهلك) لفتة انسانية، نأمل ان تجد لها صدى لدى المؤسسات الاخرى للتعاون في توسيع رقعة المساعدات لهذه الفئة الغارمة بسبب شيكات وقعت في غفلة ولحظة سذاجة غير محسوبة، ولا اظن انهم سيعيدونها. وسلامتكم