29 أكتوبر 2025

تسجيل

لغة الضمائر والفساد !

23 مايو 2024

الضمير وعمقه أساس الإنسانية، وأساس تميزه عن الكائنات الأخرى، الضمير وجوده في مواقف بكلمة حق تقال، ودفاع عن مظلوم، وحضور حقيقي يثبت إنسانية صاحبه وحضور ضميره الذي لا يخشى أحداً ولا يغره بريق من بعيد، ولا يربكه ويخيفه تهديد من قريب، ولا يثنيه تخاذل ونكران وهجر من كان يظنه صديقاً. أن تكون صاحب ضمير حي ونظيف وطاهر ونقي وكل مفردات الصدق والنقاء في زمن يعج بقائمة أسهل ما عندها أن تبيع ضمائرها بزينة زائلة، وبمبالغ زهيدة، وقد تبيع صاحباً، وقد تنسى قرابة، وتكون من النذالة ما يفوق الوصف والتصديق!. الضمير الإنساني الصادق والنبيل يعني أن الأخلاق الإنسانية لا تزال بخير ونقية بنقاء الأرواح الطيبة، والإنسان لا يزال إنساناً يرفض ارتداء الأقنعة ويرفض بيع ضميره.. كمن يستغنى عن كيانه البشري والإنساني في عالم لا ضمير ولا إنسانية!. الضمير يعني الأخلاق بما يميز شخصية صاحبه ورقيه، ذلك الضمير النابض بأجمل المعاني وأصدقها إن سكن نبض صاحبه وشخصيته مكنه من تمييز الخير عن الشر وأرشده إلى العدل عن الظلم، وبين له طريق الفضيلة عن الرذيلة. أصل فطرة الإنسان أن تكون سليمة من التلوث والماديات، فطرة تسمو بروح صاحبها وقلبه وفكره فوق صراعات البشر وماديات العالم، ليكون روحا سليمة ترتقي بفكره عن تشويش، يبعده عن صراعات وإضاعة زمن من عمره في عبث وفي قيل وقال، من الأهمية أن يحرص الإنسان على ضميره ونقاء روحه، وعلى محاسبته ومراقبته من أن يهوي به في لهو وظلمة عقل وفقد بصيرة روح وفيما لا تحمد عقباه.. نعيش زمناً غريباً موازينه مغلوبة! وناسه أصبحت بلا ضمير ولا أخلاق للأسف!، قد تسكت عن خطأ واضح! قد تصمت وتتوارى عن فساد يستشري ويأكل المكان! قد تعمى عينها وبصيرتها من أن تنكر منكراً.. قد تصفق لأخطاء ولتمثيل وسيناريوهات ركيكة! الضمائر طالها الفساد والعفن لدرجة أنها لم يعد لها كيان يميزها عن غيرها من بشر، فساد يستشري سريعاً، يحتاج تدخلات لاقتلاعه وحرقه وإبادته، الإنسان الذي لا يزال يحمل جزءاً بسيطاً من ضمير حي يمكن أن ينمو ويصلح وينجو بقول كلمة حق.. ذلك الإنسان الذي يحتاج من يذكره، ويحتاج من ينصحه، ويحتاج إيماناً يوقظه ويوقظ ضميره من سبات قد يطول.. وينسى فيه ذاته ويغيب ضميره أمام زينة دنيا ومنصب وجاه زائل! الضمير الحي أو لا يزال حياً ذلك الذي يتألم لفساد يستشري في جهات وإدارات.. الضمير الحي عندما لا تقف صامتاً ولا تتوارى بعيداً، وتكون إنسانا إيجابيا ومبادرا.. يكون لديك ضمير وبصيرة عندما تنكر المنكر.. وتقول الحق وتوصله بوسائل وطرق لأصحاب القرار ولا تخشى في الله لومة لائم. آخر جرة قلم: الضمير أمانة ونبض قلب وعين روح وحكمة عقل.. إن وجدتها في إنسان وجد الخير، وإن الدنيا لا يزال فيها الخير.. عندما يوجد ضمير لم ينم ولم يغب ولم يصب بالصم والبكم ولم يصدأ تكون أبواب الخير والفلاح مشرعة لكل خير وأمانة وحق.. عندما تضع مصلحة الوطن والمواطن.. نصب عينيك وتحرص على ممتلكات الوطن والمال العام والمصلحة العامة وحقوق الغير.. يكون عندك ضمير لا تسمح فيه لسلب حقوق غيرك وأنت تعلم أنها ليست حقا لك، يكون عندك ضمير إنساني حي عندما تدرك قدراتك وتعرف مسؤولياتك وواجباتك، وتتحدث بصيغة الجماعة.. بنحن.. وليس بصيغة الأنا والمصلحة الشخصية.