12 سبتمبر 2025
تسجيلهل يمكن أن نقول إن غزة انتصرت؟ نعم نستطيع. هل يمكن أن نقول إن فلسطين انتصرت؟، نعم فهذا هو الواقع. هل يمكننا أن نعبر عن فرحتنا كشعوب حرة عقب تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار بين الجانب الفلسطيني وجانب الكيان الإسرائيلي، الذي أعلن عن تنفيذ الاتفاق أولاً ومن جانب واحد؟، نعم فهذا ما نشعر به فعلاً بعد أن أجبرت المقاومة الفلسطينية الباسلة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدته وعتاده على التقهقر والضغط على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية للدفع بإسرائيل لقبول خطة وقف إطلاق النار بين الجانبين بعد الخسائر الجمة التي لحقت بكيان وشعب تل أبيب وملاحقة صواريخ القسام الفلسطينية الإسرائيليين حتى جحورهم وأقبيتهم، ناهيكم عن حالات الفزع وساعات الرعب التي عاشها الإسرائيليون مع انطلاق كل غارة لمقاومة حماس على أهداف محددة في الأراضي المحتلة والمتمركزة من الإسرائيليين رغم أن إسرائيل كانت قد أمطرت قطاع غزة بمئات الغارات التي نجم عنها استشهاد الكثير، ومنهم أطفال كانوا يمنون أنفسهم البريئة بقضاء عيد سعيد لهم رغم افتقارهم لمعنى العيد الحقيقي الذي يعيشه أقرانهم في باقي العالم العربي والإسلامي، ولكن شعب غزة والذي يتجرع الموت كما يتجرع الآخرون الماء البارد بسلاسة ويسر كان يعلم أن هذا الامتحان لن ينتهي وأن أحبتهم قد يرتقون غدا لسلم الشهداء دون حول منهم ولا قوة، ولذا فإن قلوبهم الصلبة التي تتحمل أخبار الشهادة باتت القاعدة الأساسية التي يرتكزون عليها مع أول اعتداء إسرائيلي يكون بمثابة الشرارة التي تفجر الغضب الفلسطيني، ويود الإسرائيليون بعدها لو لم يشعلوها ضد شعب بات الموت والحياة له على مستوى واحد من المفضلات لديه، وكم كان مؤثراً أن يتبادل الأشقاء الفلسطينيين أبناءهم حتى إذا ما قُتل من هؤلاء ابن عاش أشقاؤه فلا يُقطع نسلهم ولا تُجتث سيرتهم ووجودهم على أرض كانت لهم وستظل لهم وإن كره الإسرائيليون ومن يدعم الإسرائيليين ومن يُطبع معهم. الآن وبعد أن هدأت الأمور في الجانب الفلسطيني، الذي نراه أنه خرج بأكبر الأضرار وبأكبر الانتصارات معاً كان يجب أن تُنخل المواقف العربية بعد الحرب الإسرائيلية الشعواء على فلسطين، والتي بدأت بالتعدي المحرم والمُجرّم على باحة المسجد الأقصى الشريف وإعاثة الخراب والحرق تحت قبته الطاهرة، وانتهت بذلك القصف المريع الذي طال غزة التي كلما عُمّرت دُمّرت، ورغم أن الحرب لم تبدأ في هذا القطاع الصامل والصامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم إلا أنها كان مقدراً لها أن تنتهي ولن تنهي في هذه البقعة الفلسطينية التي تمثل اليوم شرف المقاومة الفلسطينية والعربية التي ما كان للعرب أن يطلقوا رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل. ولكن ورغم كل هذا التخاذل إلا أن هناك من المواقف التي لا يمكن أن تُهمل صياغة ما سارت عليه لتنفيذ هذا الاتفاق الذي كان يمكن أن يُبرم بين جانبين متكافئين في القوى والقدرات العسكرية وليس بين قطاع صغير وحركات مقاومة لا تملك حتى 5 % من الذي يملكه الإسرائيليون، ومع هذا تعاملت إسرائيل ومن يدعمها من كبرى الدول الغربية على أن ما واجهته إسرائيل كان إرهاب دولة وجيشاً ولذا تعاملت دولة لها باع طويل في نجاح الوساطات وتحقيق السلام هي قطر مع هذه الأزمة ووقفت إلى صف الفلسطينيين في تعرضهم فعلاً لغارات مدمرة وقاتلة واستهداف للأماكن المقدسة إسلاميا وساهمت بمساع حثيثة لإقرار هذا الاتفاق وبجهود ثنائية مع مصر مع توضيح موقف الدوحة الثابت من القضية الفلسطينية ووقوفها الكامل مع الأشقاء الفلسطينيين في استرداد حقوقهم المنهوبة إسرائيلياً. وعليه فهذا النصر إنما يُحسب لفلسطين والأحرار الذين وقفوا معها أما المتخاذلون ومن أرخى عزيمته وأسدل الستار الأسود على مواقفه المبهمة فهؤلاء لا عزاء لهم سوى عبارة يرددها الفلسطينيون اليوم رغم توقيع هذا الاتفاق وهي وإن عدتم عدنا والله المستعان. @[email protected] @ebtesam777