13 سبتمبر 2025

تسجيل

هكذا انتصرت قطر على القراصنة 

23 مايو 2019

  11 موجهاً التزم بها الشعب القطري كانت سبباً في كسب تأييد العالم  قطر قدمت نموذجاً يحتذى في تحويل التحديات إلى فرص للريادة والتطور الإعلام القطري انتصر على جيوش المأجورين من 4 عواصم بالعزيمة وحب الوطن  القرصنة بداية فاشلة كشفت ضعف القائمين بها وكانت مؤشراً لوهن مخططاتهم اللاحقة  مع الدقائق الأولى ليوم ٢٤ مايو ٢٠١٧ تفجرت واحدة من أكبر الأزمات في الخليج وكان وقودها الأساسي جرائم القرصنة والكذب والتزييف، لم تنم قطر تلك الليلة وكان معظم أهل قطر يتابعون ما يحدث باستغراب شديد، كانوا يعلمون أن حضرة صاحب السمو لم يدلِ بتصريحات في صباح ذلك اليوم مع تخريج دفعة جديدة من مجندي الخدمة الوطنية، بعد الدقائق الأولى من الكذب انكشفت الحقيقة وتبين أن الزيف هو بطل تلك الليلة، واستمر استغرابهم عندما وجدوا أكبر القنوات كذباً "العربية وأختها غير الشقيقة سكاي نيوز ابوظبي" تواصلان بث الأكاذيب يصاحبهما في ذلك تطبيل في البحرين ورقص متواصل في وسائل الإعلام المصرية، حتى بعد أن صرح أكثر من مسؤول قطري بأن موقع الوكالة مقرصن ولا توجد تصريحات لصاحب السمو.  والآن وبعد عامين من القرصنة نستعيد اليوم ذكرى تلك الجريمة بهدف التقييم وأخذ العبر ودراسة الأسباب والدوافع والنتائج التي أعقبت هذا الجرم، وهو جرم أدى إلى جملة من الخسائر يأتي في مقدمتها تمزيق البيت الخليجي والقضاء على مجلس التعاون بيد أبوظبي والرياض والبحرين لتنهار أحلام الشعوب الخليجية في منظمتهم الإقليمية الطموحة التي كانت تحلم بالوحدة الاقتصادية الشاملة والتعاون القوي والتنسيق الدولي في عالم لم يعد يعترف إلا بلغة القوة والعمل المشترك. ندخل اليوم العام الثالث لهذه الجريمة ونجد أن قطر اليوم أكثر قوة وعزيمة وتلاحما ووحدة من الناحية الاجتماعية وهي الأقوى اقتصاديا بحسب مؤسسات التصنيف الاقتصادية العالمية، وهي الأكثر قربا وتعاونا وانفتاحا في التعامل مع المجتمع الدولي في الجانب الدبلوماسي وهي المكتفية من إنتاجها المحلي في كثير من السلع الاستهلاكية، وقد استغنت عن منتجات دول الحصار بعد ساعات وليس أياما من الأزمة، وهي اليوم تحصد اعتراف المجتمع الدولي بمحاربة الإرهاب وتسوية النزاعات الدولية وقد توجت كل تلك النجاحات بإنجاز مشروعات البنية التحتية لمونديال قطر 2022 قبل موعده بسنوات.  وعلينا أن نسأل أنفسنا كيف تحققت هذه النجاحات، لأنها بالفعل تجربة تستحق التوثيق والوقوف عندها وتقييمها واستلهام العبر منها بل وتقديمها للشعوب لتستفيد منها متى ما تعرضت للظلم والعدوان.  فقد قدمت قطر البيان بالعمل في تقديم نموذج حي لتحويل التحديات إلى فرص واستخلاص النجاحات من الأزمات.  ومن أبرز القيم الأخلاقية التي تحققت عبر هذا النجاح أن قطر، قيادة وشعبا، مواطنين ومقيمين، لم تلجأ إلى خطاب الإساءة والتجريح والنيل من الرموز ولم تعمل على تعميق الشقاق بإثارة النزاعات الاجتماعية، حيث التزم الإعلام القطري بتوجيهات القيادة الرشيدة، وبما ورد في أول خطاب لصاحب السمو الذي تضمن استعداد قطر لحوار لحل الأزمة الخليجية قائم على مبدأين: ألا يكون في صورة إملاءات وأن يحترم سيادة قطر، وأن يشمل أي حل للأزمة ترتيبات تضمن عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي.  وحدد سموه تلك الموجهات في التالي:  • التمتع بمستوى أخلاقي رفيع في مقابل حملة التحريض والحصار. • الأزمة دفعت الشعب إلى استكشاف مكامن قوته في وحدته وإرادته وعزيمته. • ثمة أصول ومبادئ وأعراف تراعيها قطر حتى في زمن الخلاف والصراع. • صلابة الموقف والشهامة التي تميز بها القطريون دائما. • الاستمرار على هذا النهج، وعدم الانزلاق إلى ما لا يليق بنا وبمبادئنا وقيمنا.  • أصبح كل من يقيم على هذه الأرض ناطقا باسم قطر. • شعوب العالم لا تتقبل الظلم والناس لا يصدقون أضاليل من لا يحترم عقولهم. • ثمة حدود لفاعلية الدعاية الموجهة التي لا يصدقها أصحابها أنفسهم. • الوشاية والكذب أسوأ الرذائل وتلطيخ السمعة جريمة يحاسب عليها القانون. • آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات. • قطر تثمن عاليا جهود الوساطة الكويتية والجهود الدولية. المصداقية في الطرح الإعلامي والشهامة في المواقف كانتا سببا في ثقة المجتمع الدولي، فانهارت مؤامرات أبوظبي الواحدة تلو الأخرى.  لأن القرصنة كانت هي البداية الشريرة التي كشفت النوايا السيئة للقائمين بها. ولم يكن صعبا في ظل العولمة وثورة المعلومات وقوة الإعلام القطري الرد على تلك الجريمة النكراء وكشف خيوطها وتعريتها أمام العالم لذلك ماتت المؤامرة منذ يومها الأول، وانتصرت قطر في تلك الليلة لأنها كشفت زيف أبوظبي والرياض وجعلت العالم يقف على حقيقة نوايا تلك الدول وهو ما عرضها لانتقادات دولية واسعة من المنظمات الدولية والحقوقية وحتى الأمم المتحدة ومنظماتها الإقليمية، وبذلك كسبت قطر التأييد والمساندة والتقدير والاحترام في مواجهة الأزمة.  وقد لعبت المؤسسة القطرية للإعلام دورا مهما في كشف جريمة القرصنة وكشف زيف الادعاءات التي نسبت زورا إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وكانوا ينوون إطلاق فتنة كبرى تفتح لهم الباب على مصراعيه للإفلات من جريمة العدوان على قطر.  ولكن خاب سعيهم، فقد أثبت الإعلام القطري قوته بكافة قطاعاته المطبوع والمرئي والمسموع، كما ساهم الشعب القطري والمقيمون بالصحافة الاجتماعية في الوقوف وقفة رجل واحد في وجه الأعداء لتنتصر الآلة الإعلامية القطرية ضد أربع عواصم جندت المال والكلمة الحرام وجيوش الإعلاميين المأجورين، وتبين ارتزاقهم من الرسائل الإعلامية الموحدة في مضمونها وكذبها وتضليلها، وارتكبوا من الأخطاء المهنية ما يجعلنا نترفع عن ذكره إشفاقا بهم. لقد دلت عملية القرصنة على ضعف المخطط وكانت مؤشرا إلى أن المؤامرات اللاحقة التي قادتها أبوظبي ستجد ذات المصير وهو ما حدث في أكثر من دولة إلى أن أصبحت أبوظبي مثالا للدولة الخارجة على القانون الدولي، وهو ما انعكس في شكل أزمات اقتصادية ومشكلات سياسية وعدم استقرار شاب العديد من الدول، فضلا عن كسب عداوة شعوب تلك الدول كما هو الحال في ليبيا واليمن وعدد من دول العالم الأخرى. ومن أكبر المخاطر التي جرتها القرصنة على أبوظبي هو تورطها في جريمة دولية تدينها القوانين الدولية وترفضها الأعراف وتحاسب عليها المواثيق. وهي جريمة سهلة الإثبات وصعب الإفلات منها في ظل التطور المذهل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.  ورفض المجتمع الدولي لمثل هذه الانتهاكات في عصر العولمة والشفافية واحترام حقوق الإنسان في التعرض السهل للمعلومات والبيانات وباحترام الخصوصية.  ولعله من حسن الطالع أن تتزامن الذكرى الثانية للقرصنة مع انتصار قطري جديد على المؤامرات، وها هي البشرى تأتي من زيورخ، حيث أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أمس، أن نهائيات كأس العالم عام 2022 في دولة قطر ستقام بمشاركة 32 منتخبا كما كان مقررا لها، متخليا بذلك عن التوصية التي أقرها في مارس الماضي برفع العدد إلى 48 منتخبا، لتعض دول التآمر أصابعها غيظا وندما على ما أقدمت عليه من أجل حرمان قطر من مونديال 2022. [email protected]