17 سبتمبر 2025

تسجيل

جيـم أوفــــر ! .. ما رأيكم بلعبة ترامب الحالية؟!

23 مايو 2019

حشد السفن الحربية وأوعز لوزير دفاعه بأن يأمر بإعلان حالة الطوارئ وأوهم السعودية بأن حربا خليجية رابعة تدق طبولها على سواحل الخليج لمواجهة إيران المتمردة، فاستعدت السعودية بحشد إعلامها وتسويق فكرة أن طهران في طريقها للزوال قريبا، ولكن عاد ترامب عن جنونه الذي كان جزءا من اللعبة، وصرح بأن فكرة الحرب أمر مروع لن تتحمله المنطقة وأنه يفضل لو قبلت إيران بفكرة التفاوض والجلوس على طاولة الحوار ولذا لم يتوان البيت الأبيض عن تخصيص رقم خاص بحكومة إيران أو من يمثلها إذا أرادت الاتصال بترامب شخصيا والبدء بفكرة الحوار الثنائي بعد أن نجح مستشارو ترامب في الترويج لمبدأ الاستفادة القصوى من (البقرة) التي لا تكف عن إدرار حليب غني ومستمر يصلح للمعدة الأمريكية، كما أنه يساعد بصورة عجيبة في توفير ما يمكن أن يغني واشنطن لعقود طويلة قادمة، ولذا كانت الرياض تلك البقرة الكريمة التي لو قامت تلك الحرب ضد إيران لفقدت أمريكا هذا الحليب حتى وإن تحملت الرياض تكاليف الحرب وتكاليف ما سيعقب هذه الحرب من آثار ستستمر طويلا، ولكن لذة الأمر في استمراره ولذا أنهى ترامب لعبته سريعا وعادت (الهيصة) التي بدأها إلى ما كانت عليه في شد وجذب ومغازلة لا تخطئها العين بين واشنطن وطهران رغم المعاتبات الصريحة المتبادلة ولكن يبقى أمر واحد لم تعه الرياض وهو أن الرؤساء الأمريكيين لا يبدون بتلك الجدية حين يتعلق الأمر بإيران فمنذ عهود بوش الأب وبوش الابن وكلينتون وأوباما والآن ترامب والحديث لا يتجاوز التهويش حين يتعلق الأمر بتلك الدولة التي تعلم جيدا أنه لا يمكن لأحد مواجهتها رغم دخولها في حرب طويلة مع العراق، وكانت الحرب الإيرانية العراقية ملحمة حربية لم يخرج منها أحد الطرفين منتصرا ولذا تعلم واشنطن أنها لا تستطيع أن تدخل حربا مع دولة مثل هذه ولصالح من ؟!. فالسعودية باتت مجرد منهل لتزويد واشنطن بما تريده وتحتاجه خزينتها وليست مكملة لسياسة أمريكية مستقبلية يمكن أن تعتمد فيه سياسيا على الرياض ولكنها بالتأكيد تسهم اليوم في تصدر مشهد (حلب أموالها) علنا من قبل ترامب الذي لا يترك مناسبة وواردة وشاردة إلا ويصرح بصورة فجة أن الرياض بالنسبة له مجرد خزينة مال لا تنضب وأن على السعوديين أن يدفعوا في كل مرة يأتيهم الأمر الأمريكي سواء كان على شكل تصريح صريح أو حتى تغريدة صغيرة في الحساب الرسمي لترامب!. اليوم يواصل ترامب لعبته في أن الملك سلمان ليس عليه أن يفعل شيئا سوى أن يدفع لأمريكا وأن يدعو في الوقت ذاته لحشد الجموع العربية والإسلامية لقمة في مكة وأيضا الدعوة لقمة خليجية في نفس المكان تحت دعوى بحث التصعيد الإيراني ضد السعودية معتمدا على كسب تعاطف ديني لبلاده ضد طهران باعتبار أن تهديد إيران يمكن أن يصل لبيت الله الحرام وقبلة المسلمين في حين أن قمة إسطنبول التي دعت لها تركيا عقب إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل امتنع الملك سلمان عن الحضور رغم أنه يرى نفسه حاميا للقدس ولا يمكن أن ننسى (الفكاهة) التي قيلت يوما أن من فك أسوار المسجد الأقصى يوما كان اتصال لخادم الحرمين والذي كان حينها في نقاهة في مدينة طنجة المغربية ولكن هذه المرة ترى الرياض نفسها في هلع من الخطر الإيراني الذي استمر لمدة أربعين سنة يسلح جيشه واستثمر الشيعة على أرضه ليجعلهم في صفوفه وغذى أفكارهم بصورة نراها اليوم بعكس الرياض التي شددت في أفكارها فتوجه أهل السنة على أرضها نحو الإرهاب والتطرف الفطري والديني وهذا ما تنكره اليوم وترمي بعواقب إرهابها على عاتق قطر، وما لهذه القصة من أحداث مضحكة مستمرة حتى الآن !. عموما لا تبدو لعبة ترامب جدية الآن كما أن الرياض لا تجيد إخفاء خوفها ولكن فكرة القمم لا تظهرها بتلك القوة التي تريد أن تروجها لصورتها المهزوزة اليوم لا سيما مع جرائمها المتوالية في اليمن واستمرارها في هذا العدوان الدامي على شعب أعزل وعلى عصابة حوثية باتت اليوم قادرة على الوصول بطائراتها المسيرة إلى قصر اليمامة وإلى عمق القوة السعودية البترولية والتي تمثلها شركة أرامكو العملاقة ولذا على السعودية أن تدرس موقفها الذي أصبحت عليه وأن تواصل الدفع كما يريد ترامب فهو الأمر الوحيد الذي باتت تفعله بنجاح، أما إيران فلتستمر لعبتها مع واشنطن ولتنأ الرياض بنفسها وتترك القمم فهي لن تنفعها بشيء سوى أنها ستفوت على الحضور مشاهدة مسلسلات آخر الليل الرمضانية!. فاصلة أخيرة: كان فعل ماض مضى وانقضى.. هي حكاية الرياض اليوم! [email protected]