27 أكتوبر 2025

تسجيل

لغة الجسد

23 مايو 2018

لا يختلف اثنان على أن إيماءات وحركات الجسد لها أهمية بالغة في إيصال المعنى المنشود للطرف الآخر، وتشير الدراسات إلى أن لغة الجسد مسؤولة عن ٥٥٪ من فهم الآخرين للرسالة التي تود إيصالها. بل ويستطيع جسدك أن يكشف للآخرين حالتك النفسية والمزاجية، سواء أكنت سعيداً أم حزيناً، متحمساً أم متململاً، واثقاً أم مضطرباً، مهتماً أم غير مبالٍ، منفتحاً على الآخرين أم منغلقاً على نفسك. يقول أحد أصدقائي إنه لا يشعر بتعاطف مديره لسبب واحد، وهو أنه عندما يدخل مكتبه ليحدثه عن موضوع -وربما كان شخصياً- فإن من عادة هذا المدير ألا ينظر في وجهه، بل يشاهد شاشة الكمبيوتر ويقرأ رسائل البريد الإلكتروني، ويقول للموظف إنه –أي المدير– يستطيع إنجاز شيئين في وقت واحد، فيطمئنه أنه يصغي إليه، بينما جسده يقول غير ذلك، ولكن الناس تصدق الجسد أكثر من الكلمات. عندما تشاهد فيلماً من الأفلام القديمة الصامتة، فإنك تستوعب بسهولة الحوار والمشاعر، بالرغم من أن الممثلين لم يتفوهوا بأي كلمة. بل إن كثيراً من هذه الأفلام أفضل وأبلغ في توصيل الرسالة من الأفلام الحديثة التي قد يضيع فيها المعنى بكثرة الإبهار والتشتيت. توظيفك الصحيح للغة الجسد لا ينحصر فقط على مساعدتك في إيصال ما تريد قوله بشكل أفضل، بل أيضاً يساعدك على أن تكون رسالتك أكثر إيجابية؛ فتحظى بتقبل الآخرين لك ولكلامك. وسيسعفك على إيصال بعض الرسائل التي قد تتحرج من مصارحتها، كأن تُشعر الذي أمامك أن الحديث قد طال والوقت قد أزف وتريد المغادرة. وأفضل مفردات لغة الجسد هي الابتسامة والوجه البشوش الطلق، وتذكر وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".